عبدالعزيز الفضلي
صلى النبي عليه الصلاة والسلام مرة بالصحابة فأطال السجود، وبعد انتهاء الصلاة سأله الصحابة عن سبب الإطالة؟
فأخبرهم بأن حفيده قد ارتحل ظهره فكرِه أن يعجّله حتى يقضي حاجته.
وكان إذا صلّى بالصحابة فإن سمع بكاء طفل خفف صلاته إشفاقاً على الطفل وعلى أمه.
وذكر أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يزورهم وكان له أخ صغير يُكنّى (أبا عمير) وعنده طائر يلعب به، فنفق الطائر ورآه الرسول وهو حزين على طائره فقال تسلية له (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟).
وفي مرة رأى امرأة تشير إلى طفلها وتقول له: تعال أعطيك.
فسألها: وما أردتِ أن تعطيه؟
فقالت: أعطيه تمراً، فقال: أما إنك لو لم تُعطه شيئاً كُتِبت عليك كَذِبة.
تأملوا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعى مشاعر وعواطف واحتياجات الأطفال.
اليوم، هذا الطفل في غزة يُنحر ويُقتل ويُمزّق جسده وتتناثر أشلاؤه، ويحرق جسده، ويفقد والديه وأسرته ويظل يتيماً، ويأكل أوراق الشجر وعلف الحيوانات، ويموت إما من الجوع أو المرض أو القصف.
تشير الإحصائيات إلى أن ثلثي شهداء غزة هم من الأطفال والنساء!
يتعرض هؤلاء الأطفال لكل هذا الظلم والقسوة أمام مرأى ومسمع أكثر من ملياري مسلم، و57 دولة إسلامية، تأكل حكوماتها وشعوبها ملء أفواهها وتنام ملء جفونها، وتضحك ملء أشداقها، وتلعب وتلهو وتقيم الحفلات الصاخبة في نهارها وليلها، وكأنه لا يربطها بأطفال غزة لا رابطة دم ولا دين ولا إنسانية!
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم) فكيف إذا كان الجائع طفلاً ؟!
وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه يقول: (لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ أسوّ لها الطريق). فكيف بأطفال غزة الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟!
انقذوا أطفال غزة، فوالله إن الحساب يوم القيامة شديد، وإن الله تعالى سيسأل كل واحدٍ مِنّا عما بذله من جهد وطاقة في نصرة أطفال وأهل غزة، فأعِدّوا لهذا السؤال جواباً.
X: @abdulaziz2002