: آخر تحديث

حكاية وطن

2
3
3

بعد نحو تسع سنوات من إطلاقها، نجحت رؤية 2030 في تغيير وجه المملكة، وإعادة ترتيب أولوياتها، وذلك من أجل تحقيق إحدى ركائز الرؤية، ببناء مجتمع حيوي، يوفر الرفاهية والازدهار للمواطن، ويزيد من اعتزازه بتراث بلاده الممتد في أعماق تاريخ الجزيرة العربية، وجذوره القوية الراسخة، وهويته الثقافية الفريدة، وهذا ما تحقق على أرض الواقع، من خلال برامج كثيرة، جاءت بها الرؤية، من بينها الاهتمام بالمشهد الثقافي، وتحديد ثلاثة أهداف رئيسة، وهي أن تكون «الثقافة» نمط حياة يعيشه كل مواطن ومواطنة، واستثمارها في النمو الاقتصادي، فضلاً عن دورها في تعزيز مكانة المملكة دولياً.

وتحت مظلة هذه الأهداف مجتمعة، انطلقت عروض النسخة الثانية من العرض الأدائي «ترحال» في محافظة الدرعية، مُجسداً «حكاية وطن»، من خلال سرد بصري وموسيقي حي، يجمع عناصر الطبيعة والتقنيات المسرحية الحديثة، ويمزجها بطريقة فنية رائعة، تثمر عن عرض استعراضي مبتكر، يستلهم مكونات التراث الوطني، ويغوص في عمق الهوية السعودية، عبر قصة مشوّقة، تعكس ما يتمتع به الإنسان السعودي من إرث ثقافي وتاريخي، وقدرته على تطويع مسارات هذا الإرث في رسم صورة جميلة وزاهية لحاضر مشرق ومزدهر، وهو ما حققته الرؤية خلال السنوات الماضية.

عرض «ترحال» بمواصفاته الثقافية والفنية، يُعد نقلة نوعية في العروض المسرحية الوطنية، من حيث الأسلوب الإبداعي، والمحتوى الثقافي، والتكامل البصري بين الأداء المسرحي والتقنيات الحديثة، الأمر الذي عزز من نجاح العرض، ويتجسد هذا النجاح من خلال الاستعانة بعناصر مهمة، مُستوحاة من البيئة السعودية، وما تتمتع به من مناظر طبيعية خلّابة، ودمج هذه المناظر بتقنيات ضوئية وبصرية مُعاصرة، إلى جانب تصميم لوحات فنية، مستلهمة من التراث الموسيقي، والفنون الأدائية، والحرف اليدوية، والأزياء التقليدية، وفنون الطهي الأصيلة، وتوج القائمون على «ترحال» هذا النجاح بإسقاطات ضوئية تعكس عمق الثقافة السعودية، ومجسّمات تراثية تجسّد الطبيعة السعودية.

ويؤكد «ترحال» نجاح وزارة الثقافة في تحقيق رؤيتها وتوجهاتها التي أعلنت عنها في مارس من عام 2019م، وتعكس هذه الرؤية إطار العمل الذي تنهجه الوزارة، لتنفيذ مهمتها، بتطوير المشهد الثقافي في عموم البلاد، واستثمار هذا المشهد من ناحية تعزيز الأثر الاجتماعي، ورفع مستوى جودة الحياة، بالاعتماد على فئة المثقفين والمبدعين، وتأسيس مبادرات متفرّعة لضمان مسيرتها التنموية المتوازية مع التنمية العامة لكل القطاعات الحيوية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد