: آخر تحديث

الفنون السعودية.. صعودها الإقليمي والدولي

2
2
3

ناهد الأغا

يُطلَق على الفن أو الفنون تعريف هو الأقرب إلى وصفها الدقيق بأنه أحد أنواع الثقافة؛ حيث تتكون من العديد من التخصصات؛ تشمل الفنون البصرية الأدبية؛ والمسرحية «الموسيقى والمسرح والرقص والسينما» وغيرها.

وبشكل عام يعود تاريخ الفنون إلى أوائل عصر ما قبل التاريخ؛ ومنذ العصر الإغريقي ومحاولات الفنانين وسعيهم الحثيث لا ينقطع من أجل إيجاد بيئة مناسبة وخلق عمل فني شامل يجمع الفنون كلها ضمن وحدة متكاملة.

تأخذنا الفنون في رحلة شيقة عبر عالمها لنتعرف على أنواعها وأهمها سبعة:

الرسم، الفن التشكيلي عبر تاريخه الطويل هناك أشكال وتعابير لا حدود لها.

النحت ذاك الفن الذي يحول مواد صلبة جامدة إلى أشكال فنية مذهلة.

العمارة والتصميم المعماري وعبر هذا الفن الراقي تنتج التصاميم بابتكارات لا نهاية لها.

الموسيقى وهي أنماط وألوان من الألحان التي تحاكي الإحساس بفيض منقطع النظير فهي غذاء الروح.

المسرح ذاك المرآة التي تسلط الضوء على المجتمع ويتم من خلاله فن التعامل المباشر.

الأدب هذا الفن عالي القيمة برقيه إنما هو انعكاس للمجتمع عبر الكلمات التي تشكل قطع السرد؛ والقصائد المبهرة بقوافيها.

أما عن الفن التشكيلي في المملكة فكانت بداياته متواضعة إذا ما قورنت بالسنوات الأخيرة؛ حيث أبدت الحكومة زيادة في الاهتمام بالمواهب وفئة الشباب ولاسيما بعد إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - رؤية 2030 التي ساهمت بشكل كبير وملحوظ في دعم قدرات الشعب السعودي وشحن طاقاته وإعلاء همته؛ السبب الرئيس الذي أزاح الستار عن مواهب كانت مغمورة في ثنايا البيوت وأروقتها، وهنا كانت الانطلاقة حيث بات الفن التشكيلي عنصراً رئيساً في مختلف المجالات؛ بل رافد أساسي ومهم من روافد الثقافة في المملكة؛ وأصبحت المواهب الشابة والفنانون المبدعون يشكلون بأعدادهم الآلاف والآلاف في المملكة؛ حيث المعارض التشكيلية وورش العمل والفعاليات الفنية ممتدة على كامل أرض الوطن ومدن المملكة؛ وظهرت في قطاعات الدولة والدوائر الحكومية أعمال فنية معلقة على الجدران وفي الأروقة عنوانها الإبداع والابتكار الذي يفيض سحراً؛ مما أدى إلى ارتفاع الذائقة الفنية لجميع فئات المجتمع على اختلاف مشاربهم.

وما لبثت أن أصبحت المعارض والفعاليات التشكيلية نقطة جذب ليس بين أوساط المواطنين فحسب؛ بل تشجيع للسياحة الداخلية وللسياح من خارج المملكة، الأمر الذي شجع لارتقاء ثقافة الاقتناء والاستثمار في الفن التشكيلي بين المهتمين بهذا المجال وبين رواد الأعمال عامة.

بهذه المنهجية ذلل الفنانون السعوديون جميع العثرات وبات الطريق إلى العالمية في الفن التشكيلي سهلاً ويسيراً أمام الإبداع الذي هو عنوان أعمالهم، تلك الأعمال التي ارتقت وعلا شأنها؛ وحجزت مكانها عالمياً بكل رقي وبشكل مرموق مما أدى لارتيادها المتاحف والمزادات الأوروبية والعالمية؛ وحمل من خلالها الفنان السعودي رسالة ملؤها الثقافة المميزة التي تدل على بيئته الأصيلة حيث أطَّرها بلغة إبداعية تفيض دهشة.

وعن السينما والمسرح ودورهما في التعبير عن القضايا المجتمعية، فالسينما تلعب دوراً حيوياً على المستوى الدولي في تسويق الثقافة السعودية حيث الأفلام التي تقدم صورة دقيقة للحياة في السعودية يتم إنتاجها في المملكة؛ ومن خلال عرضها تظهر التنوع اللغوي والثقافي داخل البلاد.. مما يسهل للمشاهدين في الخارج معرفة تقاليد وعادات المملكة معرفة معمقة ودقيقة؛ الأمر الذي يعزز فهمهم لثقافة المملكة وتقاليدها التي تفيض أصالة.

كما أن السينما تسهم إسهاماً كبيراً في رفد السياحة الثقافية حيث يقبل الزوار من خارج المملكة بشغف على زيارة المواقع التي تم تسليط الضوء عليها من خلال الأفلام، فضلاً عن أن السينما تعتبر وسيلة فعالة لجذب الاستثمارات الإقليمية والدولية ولاسيما الأجنبية، حيث تؤدي إلى صناعة الأفلام في المملكة، وبالتالي تعزيز مكانتها كوجهة سينمائية دولية.

تعتبر السينما وسيلة قوية جداً لمعرفة المبدعين في المجتمع السعودي من خلال التعبير عن الأفكار والمشاعر وإطلاق العنان للخيال والابتكار، ولاشك أن الدعم الحكومي وصناعة الأفلام الناجحة فتح الأبواب على مصراعيها أمام صناع الأفلام؛ مما أدى إلى ظهور أعمال إبداعية ساهمت في إثراء المشهد الثقافي السينمائي المحلي والعالمي.

وعن المسرح أبو الفنون فيعتبر الأداة الفعالة التي من خلالها توجه الرسائل الاجتماعية؛ وترسيخ القيم الإنسانية خاصة لفئة الشباب، حيث من خلال عروضه يتمكن الشباب من اكتشاف مواهبهم التي تحتضن أفكاراً إبداعية تعكس من خلالها تجاربهم الشخصية؛ الأمر الذي يساعدهم على فهم من حولهم، والمسرح دوره كبير في تسليطه الضوء على قضايا متنوعة تلامس مشاعر الناس واهتماماتهم؛ مما يؤدي إلى الإسهام في تعزيز الوعي الثقافي والمجتمعي.

ولا ينسى فضل المسرح في تحفيز الإبداع والابتكار من خلال تفاعل الشباب على خشبته مما يسهم في تطوير مهارات التعبير عن الذات والتواصل مع الجمهور؛ ولعل أروع ما يتعلمه الشباب من خلال المسرح تعزيز روح الفريق وإظهار الإبداع الجماعي في مجتمع المملكة.

أما عن الموسيقى في المملكة فقد سجلت ارتقاءً بالغ الأهمية وقطعت شوطاً يتماهى مع الحضور التاريخي للأغنية؛ ومن خلال ذلك سارعت بالمضي نحو آفاق جديدة في فترة قياسية وفي خضم سنتين على صدور قرار يسمح للمعاهد الخاصة في السعودية بتدريس الموسيقى واعتبارها إلزامية كحصة في المدارس والجامعات.

كذلك أسهمت المسارح في تعزيز ارتقاء الموسيقى في المملكة، حيث سارعت باستقبال فنانين عرب وعالميين في فعاليات رائعة ومهرجانات موسيقية ضخمة، والغاية تحفيز المواهب السعودية على الموسيقى والعمل على احترافها في جميع مجالاتها، وكانت الواجهة الأكثر تمثيلاً بتاريخ الموسيقى ورحلتها الطويلة في المملكة هي الفرق الموسيقية المنظمة تنظيماً راقياً والتي من خلالها نلحظ ذاك المزيج الذي يفيض عذوبة ويدل على انصهار الهوية السعودية ؛ حيث باتت تملك معنىً عاماً مشتركاً من خلال وجود فرق موسيقية تعنى بتهيئة التراث الغنائي والموسيقي وتنظيمه وتعزيز إنتاجه عبر تفاعلات جديدة.

يعد مشروع التحديث السعودي الذي شمل الموسيقى بكل مكوناتها ورتب إنتاج البدايات من جديد وأضفى عليها زخماً يتجدد بإقامة الفعاليات من احتفاليات عامة ومهرجانات في كافة مدن المملكة ؛ فضلاً عن المشاركة في مهرجانات ثقافية عالمية، والعمل على ربط بدايات الموسيقى المتواضعة في المملكة بصلة وثيقة وقوية لحاضرها ومستقبلها الذي سجل حضوره المتفرد بجعله السعودية محطة استثنائية لعرض أحدث المنتجات الفنية العربية والعالمية ؛ مما أدى إلى تبوؤ المملكة مرتبة الريادة في إنتاج الموسيقى ومواهبها الإبداعية.

الفنون السعودية؛ صعود راسخ، مدعوم بحب القيادة، وبتوق المجتمع، وبوهج المواهب.. فكل فنّ سعودي اليوم هو نبضة ولاء تنبض بالجمال وحكاية عشق تُروى بلغة الإبداع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد