: آخر تحديث

أرامكو إن أردنا الحقيقة

3
3
3

خالد بن حمد المالك

نجاح شركة أرامكو السعودية لا يُقاس بحجم مبيعاتها، فهذا يخضع للعرض والطلب، وعلى ما يُتفق عليه الشركاء في منظمة أوبك، وإنما النجاح الحقيقي لها يأتي من قدرتها على إنتاج ما يزيد على 12 مليون برميل من النفط في اليوم، وعلى تصدير ما يفيض من الاستهلاك المحلي إلى دول العالم بكميات ضخمة.

* *

نجاح أرامكو تحقق ويتحقق في تجهيزاتها المتطورة، ومنشآتها الضخمة، ومواكبتها للتجديد فيما يخص طبيعة عملها، وعلى اعتمادها على الكوادر الفنية والإدارية من السعوديين المؤهلين لإدارة الشركة بكفاءة عالية، ثم على تنفيذ التزاماتها لدى الغير، وعدم الإخلال بما توقِّعه من عقود معهم.

* *

شركة أرامكو تتعامل مع مجموعة من المصانع في عدد كبير من الدول، ولا غنى لها عن إنتاج الشركة، ولا قدرة لكثير منها لتشغيل مصانعها دون الاعتماد على شركة أرامكو، بحكم كمية الإنتاج المصدر، والموثوقية فيما يُبرم معها من عقود تلبي حاجتها من النفط.

* *

وما يميز شركة أرامكو قدرتها على تغطية أي نقص من النفط في أسواق العالم، واستعدادها الفوري لتلبية الحاجة عند الطلب، بما يجعل أرامكو شركة ربحية تعتمد عليها المملكة، وتستفيد منها أسواق العالم، حتى وإن تراجعت الأرباح أحياناً بتأثير انخفاض الطلب العالمي على النفط مع انكماش الاقتصاد عالمياً.

* *

لكل هذا يمكن القول المؤكد بأن شركة أرامكو تواصل التقدّم بثبات في زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط والغاز معاً، مواصلة بذلك إثبات سلامة أعمالها وموثوقيتها وكفاءتها، حسب التقرير الذي تنشره «الجزيرة» منفردة في عددها اليوم، وفيه تفاصيل كاملة.

* *

فقد بلغ إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية 12.8 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم بالربع الثاني من العام الحالي 2025م، مع مواصلة الشركة تحقيق إستراتيجيتها التي تهدف إلى زيادة طاقة إنتاج البيع بأكثر من 60 %.

* *

والشركة تتأهب إلى ما هو أكثر من ذلك، فهناك اتجاه لديها بالمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند مستوى 12 مليون برميل يومياً، إلى القيام بعدة خطوات لزيادة الطاقة الإنتاجية، بما يضمن استجابتها السريعة لظروف السوق المتغيِّرة، بما يجعل خطواتها مرنة وعلى مستوى من الكفاءات في الأداء وسرعة الاستجابة.

* *

تطلَّب ذلك من أرامكو القيام بزيادة الطاقة الإنتاجية بزيادة المشاريع، حيث تم إنجاز المرحلة الأولى من مشروع تطوير حقل الدمام خلال هذا العام، وستكون المرحلة الثانية قد انتهت في عام 2027م، وهذا يعني زيادة الإنتاج بمقدار 75 ألف برميل في اليوم.

* *

يتحدث التقرير الذي ننشره اليوم بأن أرامكو حققت تقدماً في أعمال مشروعي زيادة الإنتاج من النفط الخام في حقلي البري والمرجان، ومع اكتمالهما هذا العام فسوف تكون هناك إضافة طاقة إنتاجية من النفط الخام تبلغ 250 ألف برميل في اليوم، إلى 300 ألف برميل في اليوم على التوالي.

* *

وتتصاعد نجاحات الشركة، ففي مجال الغاز، فإن إستراتيجية الشركة تتجه نحو زيادة إنتاج غاز البيع بأكثر من 60 % مع تواصل أعمال الإنشاء بمعمل الغاز في رأس تناقيب، وقرب اكتماله خلال هذا العام، وبذلك فسوف يسهم في زيادة طاقة معالجة الغاز الخام بواقع 2.6 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من حقلي المرجان والظلوف كما يقول التقرير.

* *

وهناك معمل الغاز في الجافورة، الذي تتواصل أعمال الشراء والإنشاء فيه، ويأتي ضمن مشروع تطور حقل غاز الجافورة غير التقليدي، ليصل الإنتاج من هذا الحقل، حيث تنتهي المرحلة الأولى من أعمال التطوير خلال هذا العام إلى معدل مستدام ليبلغ 2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول عام 2030 إلى جانب إنتاج كميات كبيرة من الايثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات.

* *

هذا بعض ما يُقال عن شركة أرامكو العملاقة عالمياً، وهناك ما يُضاف، حيث تجري توسعة معمل الغاز في الفاضلي، ليسهم هو الآخر كما هو متوقع في زيادة طاقة معالجة الغاز الخام بواقع 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول عام 2027م.

* *

ولا يتوقف العمل المتواصل في شركة أرامكو عند هذا الحد، فهناك الجاهزية، والملاءة المالية، وذلك بفضل امتلاك الشركة ميزانية قوية، وطاقة إنتاجية فائقة تستطيع تلبية أي زيادة في الطلب العالمي، إذا ما كان هناك زيادة في الطلب ونقص في العرض كما يتوقع المحلِّلون الدوليون.

* *

في الختام، لا تخافوا على واحدة من أقوى الشركات في العالم، إذا ما انخفض الطلب في أشهر معدودة على النفط، فلا غنى عنه في اقتصاديات العالم، وفي المصانع التي تُحرِّك هذا الاقتصاد، وبه تزدهر الأسواق بالمنتوجات المتنوِّعة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد