: آخر تحديث

المبدعون.. ومستقبلهم!

3
3
3

لا يزال العالم الإبداعي متقلباً، ولا تزال النظرة للتطور الإبداعي متمركزة على اعتبار المبدع في كافة المجالات: الفن والأدب والمسرح والسينما والرياضة والإعلام... إلخ، هو العنصرَ المحوريَّ الأهم، لكونه محورَ الإبداع وأصل الأشياء، منذ قرون وحيوات سابقة، وقع الضغط كله عليه في أن يكون ناجحاً، أو في ظلمة النكران يعيش، أن يكون فناناً جائعاً أو ناجحاً، وتأتي اليوم كل التغييرات التكنولوجية والرقمية لتقلب الطاولة على الكثير من الفنون الابداعية، وتجعل ما مرّ به كل مبدع سابقاً دون جدوى اليوم، ويعيش فكرة أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ محله، وسيخلق إبداعاً جديداً، دون تعب أو وقت أو حتى سنوات من المحاولات والتطور..! هل تعتقد ذلك، أم أنك مثلي لا تؤمن بهذه النظرية 100%؟نعم سيتغير مفهوم الجهد، ستتغير التقنيات، وستتطور الأفكار، ستسهل المعارف، وستكون في متناول اليد، ستخبرك التكنولوجيا بمن سبقك وتطرح لك قصصاً عمن لربما في مكان ما في هذا الكون فكّر أو يفكر مثلك، ستتطور أسرع، وتكون مثقفاً بطرق جديدة، لكنّ الإبداع الذي بداخل كل فرد فينا لن يقلده الذكاء الاصطناعي، ولن يخلق أشباهاً لأرواحنا، ولا تجربتنا، ولا حتى الرحلة الشخصية التي يمرّ بها كل فرد فينا، والتي تشكّل ذواتنا ونظرتنا وفكرنا وإحساسنا. التطور الإنساني ومد جسور من انتقال الحواس والمشاعر للآخرين هما ما يجعلان كل إنسان له بصمته وقراءاته وأسلوبه، وأريد هنا أن أردَّ على الكثيرين اليوم ممن يخبروننا أن القلم سيندثر ويختفي الكتاب، وأن الفنانين سيقلون، ويأتي من ينفذ أعمالاً أفضل مما يقدمون..!لقد توارث الإنسان الإبداع، وكلٌّ له مصدر إلهامه الذي يتعلم منه ويطوره لينتج عالماً متوازناً يُكمل بعضنا بعضاً، ولن تكون الفنون ذاتية باهرة إن كانت مصنوعة من آلات لم يجعل الله فيها ما يميز البشر عن غيرهم، من عقل ونضج ومشاعر.أحياناً أتساءل وأنا أقرأ بعض الكتب عمن سبقنا في هذه الحياة، سيرهم وتاريخهم، وكيف أن أعمالهم تولّدت من اختلاطهم بالمجتمعات المختلفة، من تعاطيهم مع أفكار البشر وعيشهم وأفراحهم وآلامهم وحتى تناقضاتهم، فالفكر التناقضي موجِّه كيميائي يفجّر فيك ذرات متطايرة من الأفكار والصور التي ما إن تلتقط بعضها حتى تجد روحك تتجدد وما فيك ينبض في سلسلة من القصص التي تترجمها موهبتك روحاً حية.لنكن متفائلين، ونقدر من حولنا من مبدعين مختلفين، ولتكن كل الثورة التكنولوجية اليوم أداة فكر جديد، ولا نبدأ مرحلة التعاطي وترويج أن المهن الإبداعية ستنتهي، أن الوظائف ستنتهي، وأن الإنسان سيصبح غير مطلوب في مسيرة التطور، فالله خلقنا وهو بيده الأمر وقوله إذا أراد شيئاً أن يقول له «كن فيكون»، لكنه أعطانا الخيار بأن نتطور ونتعلم ونصبح نسيجاً إنسانياً متآلفاً بكل أدواتنا، وهذا امتداد لتطور البشر، وبقاء الكون، وكل التطور هو ركيزة في مستقبل المبدعين..!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد