حاز العرض الذي قدمه وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري الأسبوع الماضي إقبالاً جيداً من جميع أنحاء العالم. المشهد ركز على برامج الدولة كمصدر للمعلومات الموثوقة، ونظرة مستقبلية عن طموحاتها التنموية. هكذا يعيش الإعلام الناجح تحولات استراتيجية غير مسبوقة، بحيث لا يقتصر على نقل الخبر، بل يصنع التأثير بمسؤولية، ويواكب المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي تشهدها المملكة بمصداقية وشفافية.
لعلي أطرح بعض الحقائق على أرض الواقع مما يؤكد انطلاق المملكة من كونها مجرد مستهلك إلى مساهم فاعل في الصناعات الحديثة. وزارة الصناعة السعودية طرحت 83 ترخيصاً صناعياً جديداً، خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي، باستثمارات تبلغ أكثر من 253.3 مليون دولار، مما يُسهم في توفير أكثر من 1188 فرصة وظيفية في مختلف مناطق المملكة. هكذا تعمل الرياض على تفعيل أهدافها وبرامجها، مما يعكس قيمها ويعزز صورتها الذهنية، ويرتقي بكوادرها ومؤسساتها لمستوى المنافسة الدولية.
من ضمن الأمثلة الهامة الأخرى عن الصدق بالقول والعمل، الإعلان عن مشروع "المدينة العالمية"، أحد المشاريع الاستثمارية الكبرى والنوعية التي تنوي السعودية إنشاءها في المنطقة الشرقية. المشروع يتميز بتصميمه العصري المبتكر ويدمج بين الترفيه والسياحة والثقافة والتجارة في قالب واحد، كما يضم أجنحة مخصصة لـ 16 دولة، تُبرز ثقافاتها وتقاليدها، إضافة إلى مسرح مفتوح بمساحة 7000 مقعد، قابلة للتوسع.
أما أساليب دعم تلك المشاريع فهي، ولله الحمد، متوفرة. فقد كشفت النتائج الفعلية لأداء ميزانية الدولة في الربع الثاني من 2025، عن زيادة الإيرادات غير النفطية بقيمة 39.9 مليار دولار. كذلك شهدت كل من الضرائب على الدخل والأرباح والمكاسب الرأسمالية نمواً 7 بالمئة، والضرائب على السلع والخدمات ارتفاع 6.9 بالمئة، بالرغم من تراجع الإيرادات النفطية والتحديات الأخرى الخارجية. باختصار، الميزانية العامة للسعودية في النصف الأول من العام الحالي حققت نحو 150.7 مليار دولار، كما ارتفع رصيدها الاحتياطي العام حتى نهاية النصف الأول من 2025، إلى 396.954 مليار ريال.
آخر الكلام. تحية وتقدير للجهات الرسمية والخاصة العربية والأجنبية التي أكدت أن السعودية تتمتع بمستوى مصداقية إعلامية مرتفعة مقارنة ببعض الدول المجاورة. أقصد التعبير بلغة مسؤولة ومقنعة، وليست هوجاء أو صدامية، وتحديداً مع التعديلات الأخيرة لتخفيف الرقابة. هذا ليس كل شيء، فالرياض تستعد قريباً لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للإعلام بعد اكتمال مشاورات موسعة مع مختلف القطاعات المهنية المختصة. تلك هي رسالة وزارة الإعلام السعودية الواضحة والطموحة، لمواكبة الحراك التنموي الذي تشهده الدول المتقدمة.