: آخر تحديث

من الطب إلى الطبخ

2
2
2

سهوب بغدادي

فيما تعرف مهنة الطب بأنها من أرقى المهن في المجتمعات لارتباطها بمعانٍ عديدة سامية كالإنسانية والإيثار والمساعدة والعون، كما يمضي الطبيب والعامل في المجال الصحي سنين طويلة في الدراسة ثم العمل الدؤوب لساعات ممتدة، فارتبطت تلك المهنة بأوصاف ومسميات جميلة، فضلاً عن ارتباطها كذلك بالأجر المرتفع والوجاهة الاجتماعية -بحسب ما ترى الأجيال السابقة- فجرت العادة على قيام الوالدين بحث الأبناء على الالتحاق بتلك المهنة لأسباب ومسوغات كثيرة سواء كانت مقبولة أم لا، في هذا الصدد، لفتني أحد الأطباء الذي اقتحم تلك المهنة، إلا أنه آثر مجالا آخر، لقد قام الدكتور عبدالله الغفيلي، بالالتحاق بمدرسة «لو كوردون بلو» إحدى أرقى مدارس الطهي والضيافة حول العالم الكائنة في باريس، برعاية كريمة من مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» لمدة عام ونصف، ليعود بعدها إلى أرض الوطن محملاً بالشغف ليفتتح أول مخبز له «فلوتد»، حيث يقدم فيه المخبوزات والحلويات العالمية بنكهة سعودية، الجدير بالذكر أن الغفيلي لم يلجأ إلى حملات إستراتيجيات التسويق والحملات المعهودة للترويج لمنتجاته، فلقد روَّج المحل لنفسه بطريقة عضوية، ويطمح الدكتور بعد افتتاحه الفرع الثالث في الرياض إلى أخذ تلك التجربة إلى العالمية -بإذن الله- مشيرًا إلى أنّ أهم ما في الأمر مراعاة الجودة في المقام الأول، واستذكر إحدى المفارقات الطريفة التي راودتني عند حديثي معه حول كيفية التقاء الحلويات بالصحة والطب، حيث أكد أنهم يراعون هذا الجانب بعدم الإكثار من السكريات أو وضع المواد المضافة والمعالجة، فكل المكونات الداخلة في الأطباق يتم تحضيرها من الصفر بإشرافه، وذلك لمراعاة مختلف الفئات التي تأتي إليه كالأطفال وكبار السن، ختامًا، والسؤال الأهم: لماذا قام الدكتور بتغيير مهنته الراقية؟ الإجابة بكل بساطة «لأنني أرغب بذلك» لقد اتبع شغفه ورغبته دون قيود أو خوف من الآمال والتوقعات المعلقة والمتعلقة به من نفسه ومن المجتمع، إذ أراد أن يعيش حياةً بتصور معين وأقدم على تحقيق ذلك التصور.

رسالة: لم يفت الأوان بعد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.