: آخر تحديث

سردية عنف أمريكية

12
11
15

سردية اغتيال بعض رؤساء أمريكا، أو من نجا من الاغتيال، تصلح لأن تكون رواية من نوع «الأكشن» أو أدب العنف إذا كان للعنف أدب، وبعض هذه السرديات الإرهابية الأمريكية تصلح أن تكون عروضاً مسرحية، لا بل إن قاتل الرئيس إبراهيم لنكولن هو ممثل مسرحي متدرّب يدعى جون ويلكس بوث، انتهز فرصة نوبة ضحك الرئيس خلال حضوره عرضاً مسرحياً كوميدياً في واشنطن، وأطلق عليه النار، وذلك،في عام 1865.

أما قاتل الرئيس جيمس غارفيلد في عام 1881، فهو محام وكاتب، واستخدم في الاغتيال مسدساً من عيار 44، حين كان الرئيس مارّاً بمحطة قطار.

الرئيس وليام ماكينلي كان في زيارة لمعرض يبدو أنه معرض تجاري (عموم أمريكا)، حين تقدم منه رجل واغتاله، وكان الرجل نكرة كما يبدو من سياق قصته، لكنه كان يزعم دائماً أنه فوضوي، وكانت الفوضوية موجة وجودية في أمريكا وفي العالم آنذاك في أوائل القرن العشرين (ماكينلي اغتيل في 1901).

أما قاتل الرئيس جون كينيدي في عام 1963، فكان جندياً سابقاً في «المارينز»، وهنا يقع البعض في الخلط بين هذا القاتل، وبين سرحان بشارة سرحان الذي قتل السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي في عام 1968، ولم يقتل الرئيس كينيدي.

باستثناء قصة سرحان بشارة سرحان المسيحي الذي يحمل الجنسية الأردنية، لا يوجد في رواية الإرهاب الاغتيالي الأمريكي ولا أي عربي واحد أو أي أمريكي من أصول عربية، وهو إرهاب حقيقي على مستوى رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية. لم يُقتل أربعة فقط من الرؤساء الأمريكيين، بل أطلقت النار على 13 رئيساً، ولكنهم جميعاً نجوا من الموت، ولكل واحد منهم حكايته... أوّل رئيس أمريكي نجا من الاغتيال كان أندرو جاكسون، وذلك في عام 1835، ويرتبط اسمه بتهجير وترحيل الهنود الحمر إلى الغرب الأمريكي في رحلة سمّيت «طريق الدموع».

من طرائف السردية الاغتيالية الأمريكية يذكر دائماً محاولة اغتيال الرئيس جيرالد فورد في عام 1975، والطريف هنا أن امرأتين قامتا بمحاولتي الاغتيال، أما الشاب الذي حاول اغتيال الرئيس جيمي كارتر في عام 1979 أو 1980 ويدعى ريموند هينكلي، فهو نفسه الذي حاول اغتيال الرئيس رونالد ريغان في عام 1981، ومن المعروف عن ريغان أنه كان ممثلاً سينمائياً في أفلام «الكاوبوي».

بعض الرؤساء الأمريكان بسبعة أرواح: كلينتون تعرّض لثلاث محاولات اغتيال... وحتى دونالد ترمب الذي نجا من الاغتيال قبل ثلاثة أيام، كان قد تعرّض للقتل مرّتين قبل ذلك في عام 2016، وفي عام 2017.

عنف مسلح يطول رأس الدولة الأمريكية على شكل ظاهرة متسلسلة منتظمة منذ القرن التاسع عشر وإلى يوم غد.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد