إيلاف من لندن: أعلن قائد قوات الدعم السريع السودانية عن تشكيل حكومة منافسة موازية تحت شعار "حكومة السلام والوحدة".
وجاء إعلان الحركة شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني عن تشكيل حكومة منافسة، مع مرور الذكرى السنوية الثانية للحرب الأهلية في البلاد.
واستمرت الحرب الأهلية لمدة عامين، ولكن على الرغم من المحاولات الدولية، لم يُحرز أي تقدم دبلوماسي لإنهاء ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأعلن الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، المعروف باسم (حميدتي) بأن إدارته ستحكم أجزاء من البلاد تسيطر عليها الجماعة. وقال في خطاب مسجل يوم الثلاثاء: "في هذه الذكرى، نعلن بفخر تشكيل حكومة السلام والوحدة".
ابادة جماعية
ويُتهم الفريق دقلو، الذي تقاتل قواته القوات المسلحة السودانية، بارتكاب إبادة جماعية في منطقة دارفور غرب البلاد، حيث تقول الأمم المتحدة إن الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص.
خلال خطابه، تعهد أيضًا بإنشاء "مجلس رئاسي من 15 عضوًا" مع حلفائه، يمثل جميع مناطق السودان. ومن بين الجماعات الأخرى فصيل من حركة تحرير السودان، التي تسيطر على أجزاء من إقليم كردفان.
ويوم الثلاثاء، تعهدت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بتقديم أكثر من 813 مليون جنيه إسترليني في مؤتمر عُقد في لندن، لكنها فشلت في تحقيق اختراق دبلوماسي لإنهاء ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
في الأشهر الأخيرة، عانت قوات الدعم السريع من انتكاسات متعددة في ساحات المعارك، وخسرت العاصمة الخرطوم ومدنًا حضرية أخرى. لكن الجماعة شبه العسكرية أعادت تنظيم صفوفها منذ ذلك الحين في معقلها في منطقة دارفور المترامية الأطراف.
وهاجمت قوات الجنرال دقلو والميليشيات المتحالفة معها مؤخرًا مخيمين متضررين من المجاعة، هما زمزم وأبو شوك، ويأويان حوالي 700 ألف شخص في ولاية شمال دارفور.
ونشر مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمبركية على موقع X في مارس/آذار: "إن محاولات تشكيل حكومة موازية لا تُسهم في تحقيق السلام والأمن في البلاد، وتُنذر بمزيد من عدم الاستقرار وتقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع".
دستور انتقالي
في ذلك الوقت، وقّعت قوات الدعم السريع وحلفاؤها ما أسموه "دستورًا انتقاليًا" في مؤتمر عُقد في كينيا.
وانزلق السودان في حالة من الفوضى عام 2023 عندما انفجرت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع لتتحول إلى حرب مفتوحة في جميع أنحاء البلاد.
ومنذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 24 ألف شخص، ونزح حوالي 13 مليون شخص، ودُفعت أجزاء من البلاد إلى المجاعة.
كما اتسم القتال بفظائع، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والقتل بدوافع عرقية، والتي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما في دارفور، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.