: آخر تحديث

حقيقة حماية الدروز ودرس جيش لبنان الجنوبي

7
6
5

ما يميز ابناء الطائفة المعروفية، الدروز انهم مثل "طبق النحاس" أينما ضربت عليه يون حسب ما يصفون تماسكهم وترابطهم في الشرق الأوسط، هناك فريضة حفظ الاخوان تلزم كل ابن طائفة مساعدة أخيه بغض النظر عن البعد الجغرافي او السياسي بينهما، مساعدة إنسانية، دعم مادي او دعم سياسي او التوسط له في اي مكان لمصلحة أخيه.

هذه العلاقة تقتصر على المساعدة والمساندة ومحاولة رفع الضيم او الظلم عن الاخ والأخت وابناء العشيرة ولكنها لا تعني جعله يعمل ضد مصلحة بلده او مكان إقامته مهما حصل.

الدروز يتواجدون باعداد كبيرة في ثلاث دول وهي سوريا ولبنان واسرائيل بحسب الترتيب، والعلاقات بين قادة الطائفة الدينيين منهم جيدة وهناك تواصل فيما بينهم لمصلحة الطائفة ككل مع الحفاظ على خصوصية كل مجموعة في دولتهم ووطنهم.

منذ اندلاع الثورة السورية دروز إسرائيل بتقديم مساعدات جمة لاخوانهم منها في مجال العلاقات الدولية والدفاع عن الدروز والتوسط لهم لدى دول عربية واجنبية، ومنها ارسال اموال ومؤن وادوية واحتياجات اساسية بالاضافة إلى كفالة عائلات وغير ذلك.

دائما كان اساس التواصل عدم التدخل قي الشؤون السياسية والوطنية للمجموعة والابتعاد عن فرض آراء قد لا تتلائم مع هذا التوجه.

 مؤخرا قامت دولة إسرائيل بإطلاق تصريحات تتحدث عن حماية دروز سوريا دون طلب منهم او من دروز اسرائيل، نتانياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس يهددون قيادة سوريا الجديدة بواسطة الدروز دون ان يسألونهم، والهدف الاستراتيجي سلخ الدروز عن سوريا وإنشاء مناطق امنية عازلة تخدم اسرائيل على غرار الحزام الامني في جنوب لبنان.

العجب ليس من تصريحات نتانياهو ووزراءه بل في صمت بعض قيادات الطائفة الدرزية في إسرائيل وفي سوريا وترحيب بعض المليشيات في سوريا من قطاع الطرق وتوابع النظام السابق الذين خسروا تجارة المخدرات ودفع الإتاوات من الناس، بالإضافة إلى مجموعات من "الزعران" جندتها إسرائيل وتطلب منها القيام بأعمال هنا وعمليات هناك، ولن أخوض في ذلك اكثر.

إضافة إلى ذلك هناك دعوات داخل قرى الجولان السوري للعمل في إسرائيل وتلقي رواتب خيالية نسبة للرواتب شبه المعدومة في سوريا على غرار عمل الفلسطينيين في إسرائيل وعلى غرار العمال من الجنوب اللبناني ابان احتلال اسرائيل لجنوب لبنان حينها الذين عملوا سخرة في البناء وقطاع الخدمات والزراعة. 

كل هذه التطورات تشي بخطة مرسومة تعود إلى رفض إسرائيل للإدارة السورية الجديدة والتي حررت سوريا من نظام كانت تعتمد عليه إسرائيل في الحفاظ على امنها وحدودها، وانهيار هذا النظام فاجأ إسرائيل التي ضُبطت غير جاهزة لمثل هكذا تغيير في المنطقة.

خلال عملي الصحفي واكبت الكثير من الاحداث الكبيرة والصغيرة  والتي غيرت مجرى الأمور في منطقتنا، وقد كنت منتدبا لتغطية انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000 وتحديدا يوم 23-05-2000 وهناك صورة حفرت في ذهني وذاكرتي ولن أنساها، شاهدت كيف خرج آخر جندي إسرائيلي من الجنوب اللبناني واغلق بوابة فاطمة بالسلاسل تاركا وراءه المئات من عناصر جيش لبنان الجنوبي وأفراد عائلاتهم لمصيرهم بمواجهة عناصر ومؤيدي حزب الله الذين احتفلوا بالنصر والتنكيل بهؤلاء على مرأى ومسمع القوات الاسرائيلية حينها.

مادة للتفكير!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف