: آخر تحديث

البرغوثي.. والمختبر الفلسطيني

4
4
4

أطلقت إسرائيل سراح «نائل البرغوثي»، الذي بقي في السجون الإسرائيلية، كمقاتل حرية، لـ 45 عاما، ومع هذا نجد من بني جلدتنا من لا يزال، من دون خجل، يتعاطف مع الصهاينة، مبررا كل مواقفهم، من خلال التحجج بأن حماس إخوانية، متعمدا رفض التفريق بين «اختلافنا الجذري» مع فكر حماس ومواقفها، وبين الحق الفلسطيني في وطن حر وآمن، ولا يبدو أن هؤلاء يتمنون لهم ذلك، ولأسباب أصبحت معروفة.

* * *

أصدر الصحافي الاستقصائي، واليهودي الاسترالي، «أنتوني لوينشتاين»، كتاب «المختبر الفلسطيني»، وهو كتاب لم يسمع به في عالمنا، إلا القلة، وخصوصا المعنيين بالقضية، بالرغم من مرور أكثر من عام على صدوره. بيّن لوينشتاين في كتابه إجرام إسرائيل، ليس فقط في الداخل، بل وضد الكثير من الشعوب الواقعة تحت انظمة دكتاتورية لا ترحم، والتي تستورد منها الأسلحة وأنظمة رقابة الجماهير، والتنكيل بها، بحيث أصبحت إسرائيل في المرتبة التاسعة في تصدير السلاح وأنظمة التجسس والرقابة والتنصت، عالميا. كما بيّن كيف استفادت إسرائيل من احتلالها للأراضي الفلسطينية في تطوير أسلحتها من خلال مختبر ضخم يضم سبعة ملايين إنسان، مراقبون جميعا بأنظمة بالغة الدقة، وتمكنت من جمع كم خرافي من المعلومات عن كل فلسطين، بحيث تطلب الأمر الاستعانة بقدرات الحفظ لدى غوغل وامازون لتخزين كل ما لديها من معلومات.

يستخدم المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية المحتلة كحقل اختبار للأسلحة وتكنولوجيا المراقبة التي يصدرونها بعد ذلك لدول العالم، وأتاح لها هذا الاستغلال غير الأخلاقي خبرة كبيرة في كيفية السيطرة على سكان أية دولة، من خلال المراقبة، وهدم المنازل، والسجن لآجال طويلة، والوحشية في التعامل، مرورا باستخدام الأنظمة والأدوات التكنولوجية الفائقة الدقة، كبرنامج بيجاسوس التجسسي.

أشاد كبار المفكرين والسياسيين العالميين بالكتاب ووصف بأنه سجل حزين وقذر لكيفية تحوّل إسرائيل، التي كانت يوما نموذجا جيدا بأعينهم، لمورّد لأكثر أدوات التخريب وحشية في تاريخ العالم، في تجاهل تام لكل الأخلاقيات، وإصرارها على اعتبار «شعب الأراضي الفلسطينية المحتلة» مختبرا بشريا لتجاربهم الإجرامية.

استند لوينشتاين في كتابه، وتصوير تقريره التلفزيوني، على أبحاث ودراسات ومقابلات مع مجموعة متنوعة وواسعة من الفلسطينيين والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، ويوجد رابط للفيديو في نهاية المقال. كما علق المفكر نعوم تشومسكي على الكتاب، قبل وفاته، قائلا ان من الضروري قراءته لأنه يكشف الجانب الخفي والمثير للصدمة عن الاستعمار الإسرائيلي، والطريقة التي يستخدمها في قمعه للفلسطينيين، بغية تعزيز صناعاتها العسكرية والأمنية، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان على مستوى العالم.

كما اعتبر مفكرون يهود كبار، وأحرار، أن الكتاب هدية لأي شخص يرغب في فهم القصة المروعة لكيفية بناء إسرائيل لاقتصاد تكنولوجي كامل على برامج التجسس والطائرات من دون طيار والأجهزة المروعة التي تمكنها من إبقاء ملايين الفلسطينيين معلقين في عبودية بلا جنسية، ولا وطن.

هذه شهادات يهود كبار، وبينهم إسرائيليون، ومع هذا يوجد بيننا من لا يخجل من الوقوف مع إسرائيل!

الرابط: https://www.facebook.com/watch/?v=621255920843995


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد