: آخر تحديث

علي الخضيري وجه الإذاعة وخبير الإعلام

7
8
5

عبده الأسمري

حول «الوقوف» في الشمس إلى «الحراك» في الظل والإمعان في البر و»الانتهال» من الضياء حتى عاش «الفصول الأربعة» بنفس دؤوبة ما بين صيف «الظروف» وربيع «الأمنيات» وخريف «العمر» وشتاء «الصمود».

قرأ «صفحات» الحياة مبكراً بين ترحال «واجب» وامتثال «مستوجب» واقفاً بين «مضامين» ضمنية وعناوين معنية كاتباً جملته «الاسمية» من مبتدأ «الإذاعة» وخبر «الإعلام» مولياً قبلة «أحلامه» شطر «اليقين».

أحب «الإذاعة» فنال «البراعة» بين أستوديوهاتها «الأنيقة» المجللة بالصوت والمكللة بالصدى وعشق «الإعلام» حتى حصد «الالهام» بين ثنايا «المهام» المجدولة في صفحات «التكليف» ومنصات «التشريف».

إنه مدير عام الإذاعة السعودية ووكيل وزارة الإعلام المساعد السابق الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري أحد ابرز الإعلاميين في الوطن.

بوجه قصيمي تتوارد منه «سمات» الهدوء والسكينة مع تقاسيم «نجدية» تتشابه مع والده وتتكامل مع أخواله ال المحيميد وعينان واسعتان تسطعان بنظرات «الإنصات» ولمحات «الثبات» وشخصية ودودة هادئة «الطباع» نبيلة «الطبع» لطيفة القول أصيلة الحضور لينة الجانب وأناقة وطنية تتماثل على محيا قويم ومقام تسطع منه صفات «التواضع» وومضات «اللطف» ومخرجات «الود» ولغة مقسومة ما بين «اللهجة القصيمية» الدارجة في مجالس القوم ومواقع الأصدقاء المغلفة بروح «المرح» وخفة «الظل» ولغة فصيحة عصماء في ردهات «الإذاعة» وشاشات «التلفزة» قوامها عبارات لغوية فصيحة ومقامها اعتبارات شفوية حصيفة تنطلق من «مخزون» ثقافي مذهل وتتجلى من «مكنون» لغوي باهر ومهارة بارعة في الالقاء وجدارة واسعة في الخطاب وحضور حافل في مناصب «الشور» ومواقع «القرار» قضى الخضيري من عمره عقودا وهو يملأ مكانه بجودة التواجد ويبهج زمانه بإجادة الدور بانياً هرم مسيرته على أركان من الفلاح. قضاها في دروب من «التميز» إذاعياً وإعلامياً وشورياً وقيادياً وضع أسمه في قوائم «البارزين» في متون «العلم» و»المؤثرين» في شؤون «العمل».

في محافظة «البكيرية» درة القصيم الشهيرة بولادة المبدعين ولد في العاشر من شوال عام 1367 في منزل والده القصيمي الوجيه والذي تلقى المباركة من جيران «المكان» والمشاركة من أقارب الأسرة واكتظت أرجاء البلدة الخضراء بصيب من «التهاني» احتفاء بمقدمه الميمون.

تفتحت عيناه على أب «كريم جواد» حافظ للقرآن معلم للأجيال وتاجر للؤلؤ أضاء له مسارب «الطفولة» بقناديل النصح ومشاعل التوجيه و»أم متفانية» من أسرة خالدية وقوم «كرام» ملأت قلبه بموجبات «المكارم» وعزائم «الفضائل» فنشأ محفوفاً بتربية «سديدة» وجهت بوصلة «سنواته» الأولى قبالة «السداد» وظل ينهل من «دلال» أمه بوقوفه في الشمس «طفلاً» في موجات «عناد بريء» ينتهي بتحقيق مطالبه مما جعله يجد ذات الموقف من معلمه بالمرحلة الابتدائية الذي أعطاه درساً عكسياً بإيقافه مرتين في حرارة الشمس في عقاب على واجب «الإملاء».

ترسخت في ذاكرته الأولى «مشاهد» مرضي الجدري والحصبة وهي تحاصر الصبية والكبار وتتسبب لهم في العمى والتشوهات الجلدية مما جعله وأخوته يخضعون لتطعيم «عاجل» على يد الطبيب الشعبي أحمد اللهيبي الذي تدرب في «البصرة» بالعراق وجلب اللقاح وتبرع لتطعيم الأهالي به بين المدن والقرى في «نجد» وظل يشبع «غروره» بأسئلة النبوغ الأولى التي كان يملأ به «مساءات» والديه باحثاً عن إجابات «عاجلة» لأسئلة اعتمرت ذهنه وتشكلت من «مشاهد» الحياة المتقاطعة ما بين الكدح والمرض والجلد والكفاح.

ركض الخضيري مع أقرانه بين القرى مراقباً «البساطة» في نداءات «التجار» وسط حوانيت البلدة ومنصتاً لأصوات «السواني» وهي تجلب الماء من الآبار ومستنشقاً عبير «الحصاد» في المزارع ومنخطفاً إلى تلك «الألحان القروية» التي تواكب نهارات «المزارعين» الواقفين على «عتبات» البكور والباحثين عن «النور» في إشراقات «الرزق» على أسوار «الأمل».

أمسك الخضيري في طفولته بيد والده الذي رسم له «خارطة التقوى» بالذهاب للمسجد والارتباط مع جماعته وظل يخضع لدروس «تطبيقية» في الإذعان والإتقان في وقت كان ينادي فيه «المؤذن» بأسماء الحاضرين للصلاة لتحضيرهم في مشهد يعكس «الحرص» على الشعيرة.

توسمت «ذاكرته» الغضة بجملة من «المناهج» التي تشكلت من «واقع» المعروف وتجلت في «وقع» العرفان الذي ارتبط به في مراحل متعاقبة من العمر كرد «دين» لكل عابر على «دروب» المواقف وراسخ في «ومضات» الوقفات.

التحق الخضيري بالمدرسة الابتدائية السعودية شمال البكيرية وظل بها حتى السنة الرابعة حيث انتقل للدراسة في المدرسة العزيزية وسط البلدة واجتاز المرحلة الابتدائية عام 1380..

وعلى ظهر سيارة «وانيت» وفي رحلة شاقة انتقل الخضيري إلى الرياض للالتحاق بالمعهد العلمي وحصل على مكافأة «المعهد» المقدرة بـ250 ريالاً..

مرض والده واضطرت الأسرة للانتقال إلى «الرياض» واشتروا منزلا صغيرا قرب «شارع الريل» وتنفس «الخضيري» الصعداء بعد قرب أهله منه ولكنه فجع برحيل والده بعد معاناة مع المرض في عام 1385 أثناء السنة الأخيرة من دراسته بالمعهد.

تخرج الخضيري وحصل على الترتيب الثامن ما بين 409 طالب والتحق بكلية اللغة العربية منتسباً وتقدم للمسابقة على وظيفة «كاتب» في ديوان الموظفين العام وتعين بها براتب 650 ريالاً شهرياً.

ارتبط الخضيري بالإذاعة السعودية وأجرى عدة تسجيلات صوتية وقدمها وعرضت على معالي وزير الإعلام حينها جميل الحجيلان والذي وافق على ضمه للفريق الإذاعي وبدأ العمل «متعاوناً «وكان السعودي الوحيد ضمن الطاقم.

في عام 1390 تخرج الخضيري من الكلية وتقدم بطلب رسمي إلى الإذاعة للانتقال إليها كمذيع رسمي وانتقل لوزارة الإعلام ثم تم تكليفه بإدارة «البرامج الشعبية».

وفي خطوة منفردة اقترح الخضيري إنشاء «إذاعة للقرآن الكريم» متخصصة في التلاوات المرتلة والمجودة وتمت الموافقة على المقترح من الملك فيصل رحمه الله وتم تعيينه مديرا لها ثم أكمل دراسته في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وبحضور جزئي وحصل على درجة الماجستير في الأدب والنقد عام 1394 وانتقل الخضيري بعدها مديرا للتخطيط والتدريب في الإذاعة بالمرتبة الحادية عشرة وواصل الخضيري دراسته والتحق بالدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود وحصل على درجة الدكتوراه عام 1400 مع مرتبة الشرف .ثم صدر القرار بتعيينه مديرا عاماً للإذاعة عام 1401 .

ترأس الخضيري عددا من الوفود الإعلامية في زيارات الملوك للخارج وفي عام 1404 تم ترقيته إلى وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة وفي عام 1416 تعين الخضيري وكيلاً للرئاسة العامة لتعليم البنات بالمرتبة الخامسة عشرة ثم تم اختياره عام 1418 عضواً بمجلس الشورى وأمضى فيه ثلاث دورات حتى عام 1430 وتولى منصب رئيس المستشارين في اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء ثم القائم بأعمالها.

أصدر الخضيري عدة مؤلفات وهي كتاب «علي بن المقرب العيوني -حياته وشعره» وكتاب «عبدالله العرجي -حياته وشعره» وكتاب «سيرة والده وأبنائه» وقام بتدريس مادتي الأدب العربي وفن الإلقاء بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود.

وألف كتاب عن سيرته الذاتية بعنوان «الواقف في الشمس - سيرة حياة وذكريات».

علي الخضيري.. وجه الإذاعة وخبير الإعلام وابن الوطن البار صاحب السيرة الحافلة بالمآثر والمسيرة الزاخرة بالأثر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.