: آخر تحديث

انحدار الخطاب الدبلوماسي

6
7
5

الخطاب الترامبي الجديد بات يشكل أيقونة للحوار السياسي في البيت الأبيض وملامحه التي لا تروق للكثيرين وتشكل خرقاً للعرف الدبلوماسي الذي يحفظ لضيوف الدول وقارهم ومكانتهم تقديراً لدولهم ولشعوب تلك الدول. والرؤساء والقادة لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون الملايين من شعوبهم حتى المعارضين للحكومات لا يقبلون بإهانة رئيس الدولة أو من يمثلها مهما كان الموقف.

من تابع الحوار الصحفي الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي سيّرى تغييراً كبيراً في الخطاب السياسي والبروتوكول الدبلوماسي الذي يحفظ لقادة الدول وضيوف الدولة احترامهم. وسيشعر المتأمل أن أميركا باتت تتجه شيئاً فشيئاً إلى الحدة في الخطاب السياسي.

ظهر زيلينسكي في محاكمة وكأنه موظف في الحكومة الأميركية وليس رئيس دولة لها استقلالها وكيانها. الحوار الصحفي كان يفتقد للأدب الدبلوماسي مع ضيوف أميركا. وقد يفسر ذلك ربما إحساس يعتري ترامب وفريقه بالفوقية مع عدد من الدول تجعله لا يقيم وزناً لردود الفعل المتوقعة.

إحراج الرئيس الأوكراني وإذلاله أمام عدسات الإعلام بهذا الشكل يدفع للهزيمة المعنوية للأوكرانيين وهم يرون رئيسهم يُهان من أكبر أصدقائهم وسط حرب ضروس مع جار قوي. ولا غرابة لو كان لهذا المشهد المتداول أن يترك أثراً كبيراً على الثقة باللقاءات مع ترامب وربما سيُلغي الكثير من الرؤساء والقادة الزيارات المجدولة، وسيدفع بالكثير من الدول بإعادة النظر في علاقتها مع أميركا.

فهل تشعر أميركا اليوم أنها بلغت علواً كبيراً يجعلها لا تحترم حتى حلفاءها؟

وأين تتجه أميركا إذا تباعد عنها الحلفاء؟

وكيف يقرأ الإعلام الدولي هذا الاتجاه في الخطاب السياسي الأميركي؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف