: آخر تحديث

إسرائيل تحمي دروز سوريا.. كيف ولماذا؟

6
9
5

خالد بن حمد المالك

ما إن سقط نظام بشار الأسد غير مأسوف عليه، وأصبح البديل نظاماً وطنياً بامتياز لإدارة الدولة، بعد عقود من حكم حافظ الأسد وابنه بشار، إلا بإسرائيل تسارع في القيام بعمليات عسكرية متواصلة على المواقع العسكرية في سوريا، تهدمها، وتقضي على ما فيها من سلاح وعتاد، وحجتها أن النظام الجديد يشكِّل خطراً على إسرائيل.

* *

سوريا على مدى حكم الأسد - الأب والابن- لم تطلق رصاصة واحدة لاستعادة أراضيها المحتلة من إسرائيل، والأخيرة ظلت تتجنب أي عمل عسكري ضد سوريا، وكأن هناك اتفاقاً بين دمشق وتل أبيب على هذا التفاهم، والقبول باحتلال العدو للأراضي السورية، بشكل كان يثير التساؤل والاستغراب.

* *

لكن ما إن أُنهي حكم بشار الأسد، إلا وإذ بإسرائيل، وبالتزامن مع نجاح الثورة السورية التي أنهت حكمه تسارع في تنفيذ هجماتها المتكررة، ما يعني أن الحلف مع سوريا قد انتهى بسقوط بشار الأسد، ولم يعد له وجود أو استمرارية مع نظام حكم جديد لن يكون على شاكلة سلفه في التعاون مع عدو مغتصب لأراض سورية.

* *

ولم يكتف العدو الإسرائيلي بتحييد القوة العسكرية لدى سوريا، مع نظامها الجديد، وإنما توسع باحتلال أراض سورية جديدة، مستغلاً الظروف التي تمر بها البلاد في المرحلة الانتقالية، وما يصاحبها من تحديات لبناء الدولة على أسس وقواعد وسياسات جديدة.

* *

وأكثر عدوانية أقدمت عليها تل أبيب نحو سوريا، حين أعلنت وصايتها على الدروز في سوريا، وأن النظام إذا ما فكر في إيذائهم، فإن إسرائيل سوف تؤذي النظام، وأنها بدأت في حشد قوات من الجيش على الحدود للتدخل دفاعاً عن الدروز السوريين.

* *

هذا التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية لسوريا، ليس الهدف منه الدفاع عن الدروز السوريين، وإنما هو استغلال للموقف لإضعاف سوريا، وإرباك النظام الجديد، وجعل البلاد في حالة من عدم الاستقرار، خاصة وأن القاصي والداني يعرف أن النظام السوري الجديد يعلن صباح مساء عن أن جميع السوريين، ودون تفرقة جميعهم شركاء في إدارة الدولة.

* *

وما يقوم به الأمن السوري من مطاردة لمتهمين بقتل رجال أمن في منطقة الدروز هو فقط لهؤلاء، ولا يشمل كل الدروز، وإنما هم أشخاص محدودو العدد، وقد لا يكون من بينهم من هم دروز، وبالتالي فلا مبرر للتدخل الإسرائيلي، فهؤلاء دروز سوريون، وليسوا يهوداً وإسرائيليين.

* *

لقد أصبحت المنطقة مسرحاً وميداناً لإسرائيل لتعبث بأمنها، وتغذي الصراعات فيها، وتعتدي على دولها، تهدم وتقتل وتحتل وتسجن، وليس من أحد يوقف عدوانها وأطماعها وتوسعها، فهي مدعومة من أمريكا ومن الغرب، وهي تملك من السلاح الأمريكي ما لا يمكن مقاومته، فيما تلتزم الدول الكبرى والصغرى الأخرى الصمت أمام عدوان غير مبرر.

* *

حتى مجلس الأمن، يقف عاجزاً عن أخذ أي قرار ضد إسرائيل، وليس لديه من القدرة ما يلزمها بوقف عدوانها على الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، لأن أمريكا تملك حق النقض لأي قرار يفكر أحد الأعضاء في تمريره، حتى ولو كان قراراً يراعي عدم الإضرار بالعدو الإسرائيلي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.