كثيرة هي المنتديات الإعلامية، لكن القليل منها ما يحرص على الشمولية لكل قضايا الإعلام المتنوعة ومواكبة مستجداته المتسارعة لجهة التقنيات الحديثة والمحتوى المتشعب والجوانب القانونية والأخلاقية والتشريعات الضرورية لضبط التدفقات الكثيفة من وسائل الإعلام التي تتزايد في تنوعها. لا مجال الآن إلا وهو متصل بالإعلام، الاقتصاد، السياسة، الثقافة، الفكر، التنمية، التربية والتعليم، وغيرها من كل مجالات الحياة، وبالتالي يكون الإعلام هو همزة الوصل والقناة التي تنقل كل ما يحدث ويستجد في تلك المجالات إلى الناس.
من المنتديات النوعية القليلة التي تكبر وتنضج وتبرز بشكل سريع «المنتدى السعودي للإعلام» الذي عقد دورته الرابعة قبل أيام، والحقيقة أن هذا المنتدى يسابق نفسه بشكل يمكن وصفه بالتحدي، وذلك لسبب مفهوم هو أنه يُعقد في بلد يعيش في سباق كبير على كل الأصعدة لتحقيق مستهدفات رؤية غير مسبوقة في التأريخ الحديث تتطلب إعلاماً يليق بها وينقل للعالم إشعاع وألق حراكها، وهذا ما يحدث في إعلامنا الذي تحول من النمطية والرتابة إلى الديناميكية والحيوية والمبادرة والوعي الكبير بأهمية الدور المناط به، إعلام خرج من شرنقة التقليدية إلى فضاء الابتكار والإبداع ليصبح قادراً على التأثير.
من حضر النسخة الرابعة للمنتدى قد يظن أنها النسخة العشرين أو العاشرة على أقل تقدير، وذلك للتنوع الكبير في محتواها، والمشاركات المحلية والإقليمية والعالمية، والخبرات الدولية في كل مجالات صناعة الإعلام، إضافة إلى التنظيم الرائع والنشاطات والفعاليات المصاحبة، وكذلك المعرض الإعلامي الضخم المتزامن مع فعاليات المنتدى.
لقد أصبح منتدى الرياض للإعلام فعالية جذب عالمية كل عام رغم هذا العمر القصير، وأحد أهم الفعاليات الدولية التي تجذبها الرياض، بل لا نبالغ عندما نقول إن الرياض هي عاصمة الإعلام التي تتجه إليها الأنظار دهشةً وإعجاباً بما يحدث في المملكة، وبالأدوار المهمة المؤثرة التي تقوم بها في المجتمع الدولي من أجل السلام والاستقرار والشراكات المفيدة والتعاون المثمر بين الدول. ولكل ذلك وغيره نشد على أيدي المسؤولين عن إعلامنا الذين نشاركهم المسؤولية والطموح الكبير لاستمرار مسيرة التحديث والتطوير الإعلامي الذي يستحقه وطن عظيم.