طرح صحفي فرنسي في جريدة فرنسية شهيرة تساؤلاً، إذ يقول: "لماذا هناك تباين وفرق بين موقف الشارع العربي إزاء ما يحدث في فلسطين، في حين أنَّ مواقف الدول والحكومات العربية ضعيفة جداً؟".
فأجبته حسب رأيي الشخصي الذي لا يعبر عن أي جهة أخرى:
موقف الحكومات العربية ليس ضعيفاً، ولكن الشارع العربي تقوده العاطفة. وهو يعتقد أنه من خلال الانفعال وردود الفعل السريعة يمكنه تحرير فلسطين، وأن قوات الاحتلال يمكن أن تفر وتولي الأدبار بمجرد نزول المنفعلين إلى شوارع المدن والعواصم العربية.
الحكومات العربية مؤسسات لا تديرها الحالة المزاجية أو ردود الفعل، وإنما تقودها الحكمة، وتأخذ بالرأي وتحليل الموقف ودراسة المخاطر.
الحكومات عموماً، ومنها العربية، هي الأكثر إدراكاً لمعنى القوة وحجمها وأثرها. الحكومات لديها تواصل مع صناع القرار، وتدرك أنَّ الظروف المناخية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تلعب دوراً رئيسياً في كتابة الأحداث ورسم المستجدات.
الحكومات تنظر بعمق كبير وبعد نظر للأحداث والأزمات بأنواعها المختلفة وانعكاساتها ومآلاتها، كقراءة المشهد من خلال تقييم المخاطر والمنافع على المدى الطويل، ومن ثمّ تحديد طرق الحل الأمثل الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اتخاذ القرار السليم. تحركات الحكومات الدبلوماسية أكثر تأثيراً من تحركاتها العسكرية على المجريات، حتى لو لم يظهر تحركها على السطح، أو لم يفهم الشارع تحركاتها.