في القرن الحادي والعشرين، قرن حقوق الإنسان وارتقاء المفاهيم والعولمة والقرية الكونية، لا تزال هناك أنظمة رجعية تدّعي الدين وفي الوقت ذاته تتعدى عليه بممارسة القمع والقتل ونشر الفتن والأمراض والمفاسد الفكرية والاجتماعية. وفي حين ترفع بعض الدول من مكانة الإنسان في المجتمع، وخاصة المرأة، نجد أن هناك أنظمة رجعية لا تكتفي بقمع المرأة بل تُمعن في التعاطي المؤسسي معها بعنصرية، وصولاً إلى قتلها تحت مسمى الإعدام.
في الأردن، البلد الآمن والمستقر رغم قلة موارده المالية، تسير النهضة على قدم وساق. تحظى المرأة بمكانة رفيعة وتحتل العديد من النساء مواقع مرموقة سواء في أروقة السلطة أو المجتمع. تسير المرأة في الأردن جنباً إلى جنب مع التقدم التقني والحضاري، وتساهم في ظل أجواء الحريات التي ينعم بها البلد في عملية التنمية المستدامة.
في عالمنا العربي، تنهض المرأة وترتقي في شتى الميادين، ولا تعاني من التعسف الذي تعانيه المرأة الإيرانية، حيث الجرائم المرتكبة ضد النساء باتت معروفة عبر تقارير الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، فضلاً عن لجنة المرأة التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي تتابع بدقة أوضاع النساء في إيران.
إقرأ أيضاً: نهضة المرأة الأردنية عربياً ودورها في صيانة الوطن والمجتمع
نحن مسلمون معتدلون، ونلتزم بأسس وشريعة الإسلام السمحاء. لا يمكن قبول الجرائم التي تجري في إيران تحت مسمى الإعدام، خاصة بحق النساء، في ظل النظام الحاكم منذ أكثر من أربعة عقود. النظام الإيراني شوّه الإسلام، الذي يدعو إلى رعاية الإنسان واحترامه بغض النظر عن هويته.
يمارس النظام الإيراني نهجاً عنصرياً قمعياً لا يقتصر على النساء، بل يمتد ليشمل الأقليات مثل العرب والأكراد والبلوش والآذريين. حتى المسلمون السنة لا يجدون أحياناً مكاناً للعبادة، ويُقتلون في مناطق مثل بلوشستان على أبواب المساجد بعد صلاة الجمعة.
لا تعكس الإعدامات الكثيرة بحق النساء وجود نظام رشيد. النهج المتبع في إيران منذ نشأة النظام يتسم بالقمع ويزداد تعسفاً مع كل حقبة.
إقرأ أيضاً: ماذا يريدون من الأردن؟
برامج المقاومة الإيرانية، التي تتبناها مريم رجوي، تقدم حلولاً تقدمية تلبي مطالب الشعب الإيراني وتتوافق مع القيم الدولية. ومع ذلك، يبقى الموقف الدولي مرناً تجاه جرائم النظام، ما يُشجعه على الاستمرار في انتهاكاته.
إنَّ سياسة المهادنة والاسترضاء التي يتبعها الغرب مع النظام الإيراني تدفع ثمنها الشعوب. يجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والمقاومة، ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة.