إيلاف من لندن: أعلنت السلطات القضائية العراقية الثلاثاء عن صدور أحكام بإعدام خمسة مدانين بتفجيرات في العاصمة واعتقال قتلة مسؤول تربوي جنوب البلاد البتوازي مع مقتل شيخ عشيرة.
وأصدرت محكمة جنايات الكرخ في بغداد اليوم أحكاماً "بالإعدام بحق خمسة مجرمين قاموا بعمليات تفجير في بغداد بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين وتحقيقاً لغايات إرهابية" كما قال المركز الإعلامي للمجلس الأعلى للقضاء العراقي في تقرير تابعته "إيلاف".
وأشار الى ان "محكمة جنايات الكرخ أصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق ثلاثة مجرمين عن جريمة اشتراكهم بحادث تفجير عبوة ناسفة بمنطقة الكاظمية" بضواحي بغداد الشمالية التي تضم مرقدي الإمامين موسى الكاظم وحفيده الامام محمد الجواد.
كما أصدرت المحكمة أحكاماً "بحق مجرمين بالإعدام شنقاً حتى الموت عن جريمة اشتراكهم بحادث تفجير حزام ناسف على زوار الامام الحسين في منطقة الدورة" بضواحي بغداد الجنوبية خلال توجههم الى كربلاء حيث مرقد الامام ما ادى الى مصرع واصابة عدد من المواطنين.
وأوضح المركز ان "المحكمة اصدرت قراراتها استناداً لاحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب رقم (13) لسنة 2005" من دون الاشارة الى التواريخ التي جرت فيها تلك التفجيرات.
عسكري عراقي لحفظ الامن في احدى مناطق بغداد
وتأتي أحكام الإعدام هذه في وقت يلاحظ فيه انحسار العمليات الإرهابية في العاصمة بشكل ملحوظ منذ أن أعلن اللواء يحي رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني في الأول من آذار مارس الماضي قتل 17 إرهابياً بينهم 3 قياديين في تنظيم داعش في عملية عسكرية في محافظة الأنبار غربي البلاد.
وأشار الى أن القوات العراقية تنفذ عمليات نوعية واستباقية بشكل يومي تقريباً مؤكداً أن تنظيم داعش في انحسار وقدراته تراجعت بشكل كبير بعد الضربات التي تلقاها والخطط التي وضعت من خلال خلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة.
وكان العراق قد أعلن في كانون الأول/ديسمبر عام 2017 تحرير كامل أراضيه من سيطرة تنظيم داعش التي شملت ثلث مساحة العراق منتصف عام 2014 بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة من المواجهات مع التنظيم الذي أعلن حينها عن إقامة ما أسماها دولة "الخلافة الإسلامية".
تصاعد الاغتيالات
ومن جهتها أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم اعتقال منفذي جريمة قتل مسؤول تربوي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) أمس الاول.
وأكدت الداخلية في بيان تابعته "ايلاف" انها كشفت عن الجناة في الجريمة التي وقعت بقضاء الشطرة الاحد الماضي وتقديمهم للمحكمة الجنائية المختصة.. منوهة الى ان ما اسمتها بعملية نوعية نفذتها "قد أسفرت خلال وقت قياسي بالتوصل إلى المتهمين وعددهم خمسة وتحديد تحركاتهم في محاولة فاشلة للفرار من العدالة".
وكانت وزارة التربية العراقية قد نعت أمس مسؤول قسم الموارد البشرية بمديرية تربية قضاء الشطرة التابع إلى تربية محافظة ذي قار "علي حسان الهلالي" الذي تعرض لعملية اغتيال بالرصاص.
مقتل شيخ عشيرة
وبعد ساعات من الاعلان عن اعتقال قتلة التربوي فقد اكد مصدر امني مقتل شيخ عشيرة في نزاع عشائري في محافظة ذي قار نفسها.
وأشار المصدر الى مقتل شيخ عشيرة الشرامطة أثر إندلاع نزاع عشائري في قضاء سوق الشيوخ بمدينة الناصرية عاصمة المحافظة.
وأوضح إن نزاعا عشائريا بسبب خلافات على أراضي زراعية أودى بحياة شيخ عشيرة الشرامطة "خالد تركي كبيح".. منوهاً الى اصابة احد اقرباء الشيخ بجروح بليغة فيما تدخلت القوات الامنية القريبة من مكان النزاع لفض النزاع بين الطرفين.
وتتفاقم مشكلة النزاعات العشائرية في جنوب العراق بشكل خطير مع امتلاك العشائر لاسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة تستخدمها في نزاعاتها وسط فقدان الدولة لسيطرتها على هذه النزاعات ووقف الاقتتال بين أبنائها حول خلفيات سياسية وعادات وتقاليد حول النفوذ والاراضي والمكاسب المادية من تهريب المخدرات والنفط.
مخاوف
يشار الى أن مخاوف تسود الشارع العراقي حالياً من عودة الاغتيالات مجدداً بعد تصاعدها مؤخرا في جنوب البلاد التي شهدت خلال الاشهر الثلاثة الماضية مقتل وإصابة 22 شخصا ثلاثة منهم اغتيلوا من قبل مسلحين مجهولين.
ويقول الخبير الإستراتيجي علاء النشوع في تصريح لوكالة "ارفع صوتك" العراقية اطلعت عليه "ايلاف" إن "فصائل مسلحة موالية لإيران تنضوي تحت جناح الحكومة مرتبطة بتنفيذ هذه العمليات معتمدة في ذلك على نفوذها وتحكمها بمقدرات البلاد".
ويشير الى أن "هذه الفصائل لا تخضع لسلطة الدولة والقانون بل أصبحت تسيطر على كل موارد البلاد وتسخرها لخدمة أهدافها وأهداف الأجندة الإقليمية المتمثلة بإيران التي تعاني بدورها من حصار اقتصادي صارم أثر بشكل مباشر على قدراتها العسكرية والأمنية والسياسية".
أما المستشار القانوني في المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب أزهر الشمري فقد اعتبر إن تصاعد أعمال العنف والتراجع الأمني الذي شهده العراق مؤخرا بعد فترة من الهدوء النسبي يأتي في نطاق "التنافس السياسي والانقسامات بين الكتل السياسية التي تلقي بظلالها على الواقع الأمني في بعض محافظات العراق" وخاصة الجنوبية منها.
وكانت القوات الأمنية العراقية قد اكدت مؤخرا اغتيال مسلحين مجهولين للعقيد الركن الطيار سعد محسن الدليمي في محافظة الأنبار الغربية أعقبه الإعلان عن اغتيال مسلحين للطبيب أحمد طلال المدفعي وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد تبعها اغتيال مسلحين للمدرس المتقاعد عبد الرسول الأنباري في محافظة بابل جنوب بغداد.