ايلاف من لندن: أكد العراق الاثنين ضرورة السعي لاعادة الاستقرار والتنمية الى سوريا برغم العقبات التي تواجهها معتبرًا ذلك البداية الحقيقية للمراجعة والإصلاح لشؤون البلاد.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين في كلمة خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان اليوم أن بلاده تدرك أنه لا شيء أخطر من الإرهاب وما يستهدفه من أضعاف هيبة الدولة " لذا أصبح واجباً علينا المساعدة على تثبيت أركان الدول الشقيقة التي تعاني ما تعانيه بسبب تعدد الأجندات، وتداخلها وتصارع الارادات والأيدولوجيات".
اعادة الاستقرار والتنمية الى سوريا
وشدد بالقول "حان الوقت لأن نسعى الى إعادة الاستقرار والتنمية الى سوريا، ووضع مواردها الاقتصادية لخدمة الدولة ومواطنيها، على الرغم من العقبات والصعوبات التي تواجه هذه المهمة، لكن الأهم هو الوصول الى البداية الحقيقية وبعدها يمكن الحديث عن المراجعة والإصلاح."
يشار الى ان عمان تستضيف اجتماعاً لوزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر مع وزير خارجية سوريا استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر الذي استضافته السعودية في مدينة جدة في الرابع عشر من الشهر الماضي.
وأشارت وزارة الخارجية الأردنية الى أن هذا الاجتماع يبني على الاتصالات التي قامت بها هذه الدول مع الحكومة السورية في سياق طروحاتها والمبادرة الأردنية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
مشروع كبير لبناء الدولة
وأضاف أن العراق قد دعا الى "عودة سوريا الشقيقة الى مقعدها في الجامعة العربية مراراً انطلاقاً من الأسس التي تحدثنا عنها، ووفقًا للرؤى الاستراتيجية التي نعرف مدياتها، وآن الأوان للجامعة العربية أن تأخذ دورها الإيجابي فيما يخص الملف السوري وتقييمه بالشكل الذي يخدم المصالح المشتركة".
وأشاد "بالخطوات التي اتخذتها الدول العربية الشقيقة بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وما نلمسه بهذا الشأن من مساعٍ حقيقية من تقديم يد العون دعماً لشعب سوريا، فأمام هذا البلد اليوم، مشروع كبير لبناء الدولة، وهذا الأمر يتطلب مزيداً من المساندة منا لإستعادة سوريا مكانتها وأن تكون بلداً فاعلاً في مواجهة التحديات".
كسر الجمود
وقال الوزير العراقي "علينا اليوم العمل على توحيد الجهود بهدف توطيد دعائم الاستقرار والامن في المنطقة، وبهذا الصدد نرى في التوجه العربي والخليجي بكسر الجمود خطوة شجاعة، وطالما حاولنا نحن في العراق إيجاد صيغة توافقية بين سوريا والدول العربية لفتح قنوات الحوار والمصالحة في العلاقات إيماناً منا بأن التفاهم يأتي في إطار عربي موحد، وان الخلاف على جزئيات معينة لا يعني إيقاف التعامل مع بعضنا البعض، واننا اليوم على يقين تام بأن المتغيرات الإيجابية التي طرأت على العلاقة ما بين الدول العربية وسوريا ستصل الى نتائج نلمس ثمارها على الأرض".
الاتفاق السعودي الإيراني
واعتبر وزير الخارجية العراقي "هذا الاجتماع فرصة مناسبة لكي يرحب العراق بالخطوات الإيجابية العملية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تأتي بعد الاتفاق بين البلدين على استئناف العلاقات الدبلوماسية. وإذ نؤكد على أهمية هذه الخطوات فأننا على ثقة تامة بأن تعزيز العلاقات ستؤدي الى استقرار المنطقة وتعزيز أمنها".
وبين أن العراق دأب على العمل إلى وصول هذا الاتفاق الى مراحل متقدمة لأنه يسهم في إعطاء دفعة قوية للتعاون بين دول المنطقة، وأعلن العراق انه يلتزم بدبلوماسية حل النزاعات وتسويتها خدمة لمصالح المنطقة وشعوبها.
وكانت عضوية سوريا قد علقت في جامعة الدول العربية عقب اندلاع الاحتجاجات فيها عام 2011.