: آخر تحديث
وسط حديث عن "تكرار توصيفات جاهزة" و"مفارقة الخطاب للمنجز"

موسم أصيلة يسلط الضوء على طبيعة التداول النقدي للتشكيل المغربي

52
56
40
مواضيع ذات صلة

إيلاف من أصيلة: سلطت ندوة "التشكيل المغربي والتداول النقدي"، التي نظمت، أخيرا، بأصيلة، ضمن فعاليات موسمها الثقافي الدولي ال44، في دورته الصيفية، الضوء على طبيعة التداول النقدي للتشكيل المغربي في الآونة الأخيرة، في محاولة للوقوف عند أعطابه، وإبراز مقومات إنضاجه، بعد تواتر سنوات من "اجترار الصيغ المستنسخة"، تبعا لما جاء في الورقة التقديمية للندوة، بقلم منسقها الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين، ومن ثم بيان "صيغ الخروج من مفارقات التحليل إلى وظائف التقييم"، بما "تسعى لتكريسه من مرجعية مفهومية وبيانية دقيقة وواضحة، من شأنها تعزيز الثقة باختراقات التشكيل المغربي بما هو أحد أهم منجزات الثقافة المغربية المعاصرة".

جانب من الجلسة الصباحية للندوة

وقالت الورقة إنه "غير خاف أن الخطاب النقدي المواكب للمعارض الفنية ليس مجرد خطاب شارح، بل إنه يشكل متنا جوهريا في عملية العرض للأعمال الفنية"، كما أنه "تكملة للخطاب البصري واختراق بلاغي له، يترجم الرموز والمفاهيم والكتب البصرية عبر مفردات"، في "عملية تتحقق عبر استراتيجية حوار ممتد في الزمن، بين الناقد والفنان التشكيلي، وقد تنتج نصا ينتهي أحيانا قبل أن يستقيم معرض الأعمال البصرية، ويشكل قاعدة له، وقد يزامنه، وقد يتلوه. إنما ليس تمة احتمال لوجوده دون محاورة، ليس للأعمال وحدها، وإنما للفنان نفسه". واستحضرت الورقة هنا المحاورات التي عقدها إدمون عمران المليح مع الفنان التشكيلي خليل الغريب، والناقد موليم لعروسي مع الفنان التشكيلي فريد بلكاهية، ومحمد الأشعري مع عبد الكريم الوزاني، مشيرة إلى أن الأعمال المنتجة كانت "تعيد تغليف الحسي الظاهر والمرئي بالوعاء اللغوي الحامل لعمق المفهوم البصري".

جانب من المتابعين للندوة
 

وذهبت الورقة إلى أنه "بات يلفت الانتباه في سياق التداول النقدي الراهن للتشكيل المغربي مفارقة الخطاب للمنجز، على نحو لم يعد معه بإمكان المتلقي الاطمئنان إلى العديد من القراءات والمواكبات النقدية، وسيفرز الرصيد المتفاقم لأشكال التداول النقدي الممتد من الصحافة إلى نصوص المونوغرافيات، مدونة من التعابير والمفردات والمجازات التي قد تثبت الفكرة ونقيضها، بحيث يسهل الاطمئنان إلى أن العديد مما يدرج في نطاق النقد الفني ليس سوى تكرار لتوصيفات جاهزة، وإضفاء لغموض مفتعل على أشكال بالغة الوضوح".
 
ندوة من جلستين

جاءت الندوة في جلستين، صباحية ومسائية. شارك في الأولى، علاوة على منسقها ماجدولين، كل من محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة،والفنان التشكيلي والكاتب فؤاد الشردودي ، والناقدة الفنية ومنظمة المعارض، دنيا بتقاسم ، وعبد الكريم الشيكر، والناقد الفني وأستاذ التعليم العالي عبد الكريم الشيكر ، وعزام مذكور، والفنان التشكيلي والناقد الفني عزام مذكور . فيما تضمن برنامج الجلسة الثانية، المسائية، علاوة على ماجدولين، ورئيسها الشيكر، كل من الفنان التشكيلي والشاعر وأستاذ التعليم العالي عزيز ازغاي ، و منظم المعارض وأستاذ التعليم العالي احمد مجيدو، والناقد الفني والفنان التشكيلي،بنيونس عميروش، والناقد الفني أحمد لطف الله.
 
التشكيل المغربي وسؤال النقد الفني

تحدث ماجدولين عن سؤال التداول النقدي، الذي يستدعيه كل حديث عن الفن التشكيلي المغربي والعربي. ورأى أننا نتحدث عن النقد الفني من دون أن نعتبره خطابا، وأن ما نعاينه اليوم من نقد، هو مجرد وصف للأعمال وإعادة تدوير لمفردات تشتغل في نفس المقالات على نفس الأعمال، قبل أن يشدد على أن النقد الفني شبه غائب، بشكل بات معه من الضروري صياغة "مساحة للتلاقي"، بخصوص ما ينتج داخل المشاغل والمعاهد والمختبرات.
 
السياسة والثقافة

تحدث بن عيسى عن صعوبة الحديث عن التداول النقدي، وقال إنه ليس سهلا في التجربة المغربية،قبل أن يتطرق إلى التجارب التي عرفها المغرب خلال ستينيات القرن الماضي. قبل أن يتناول علاقة النخب بالفنون التشكيلية، ويتحدث عن غياب ثقافة التصوير في الحضارة الإسلامية، مع توقفه عند علاقة السياسي بالثقافي في المشهد المغربي المعاصر.
وخلص بن عيسى إلى أنه بإمكان الحديث عن التداول النقدي أن يفتح العين والذاكرة على أهمية الفنون التشكيلية، ليعرب عن أمله في أن يسد الجيل الجديد الخصاص المسجل، في هذا المجال.
 
راهن النقد الجمالي

ضمن باقي مداخلات الجلسة الصباحية، قدم الشردودي "تأملات في راهن النقد الجمالي بالمغرب"، استحضر في بدايتها، ما راكمه الخطاب النقدي على امتداد عقود من الإنجاز والمتابعة والمحاورة لسيرورة الخطابات التشكيلية وإبدالاتها، مشددا على أن "محور النقد عامل أساس في بناء أية فاعلية تشكيلية وجمالية كيفما كانت صيغها واعتمالاتها"،مشيرا إلى "ما حفلت به الكتابات النقدية المنجزة في أواخر القرن الماضي من أسئلة جوهرية وخلاقة ساهمت في محطات عديدة في بلورة حالات ثقافية خصبة ولدت انسجاما ملحوظا بين حركيتي المنجز الإبداعي البصري والكتابات المحاورة أو المجاورة له، وناقشت قضايا فكرية وثقافية شغلت حيزا كبيرا من اهتمام الفنانين و كذا المتتبعين للحقل التشكيلي بالمغرب".
وقدم الشردودي صيغا لتشكل الخطاب النقدي الجمالي بالمغرب، قبل أن يركز على بعض الكتابات النقدية، التي تشكلت توازيا مع سطوع أسماء رائدة في خارطة التشكيل بالمغرب وانفتحت على جغرافيات فنية كونية، مستحضرا، في هذا السياق، ما وصفها بـ"التجربة المضيئة" للكاتب والناقد الفني إدمون عمران المالح، التي صاحبت ثلة من الفنانين الخلاقين بالمغرب، وساهمت في إبراز الجوانب الفنية الخالصة في أعمالهم.

ورأى الشردودي أن مقاربة إدمون لتجربة خليل غريب "لم تكن من مسافة الرائي بل عمدت إلى البحث في كينونة وجينات التفرد في هذه التجربة إن على المستوى التقني، المواد والأدوات، أو على مستوى التأويل والرؤية والاستقراء".
 
حفر في الهواء

طرح الشردودي بعض الأسئلة التي شكلت، من وجهة نظره، "الوضع الملتبس بين المنجز التشكيلي والمنجز النقدي"، والذي "عمق حالة اللا اطمئنان لدى المتلقي كما هو الشأن لدى الفنان".

ورأى الشردودي أن المتابع لما يكتب عن الفن التشكيلي، منذ فترة ليست بالقصيرة، يجد نفسه، في أحيان كثيرة، أمام "نصوص تحكمها صيغ ليست سليمة كليا في العلاقة بين الكاتب والمتن المقروء".

وبعد أن رأى في "بعض أنواع هذه الكتابة ضربا من الحفر في الهواء"، شدد الشردودي على أن في ثقافة الناقد وتعدد مشاربه المعرفية ما "يجعل مقاربته للحقل التشكيلي مقاربة مبصرة – في مقابل مقاربة عمياء"، إذ أن ما جعل النصوص النقدية التي أنجزت بالمغرب، في سنوات مضت، "مهمة وعميقة"، في نظره، هو "استجابتها وتحقيقها لشرطي المعرفة والزمن"، وهما "شرطان يحققان العمود الفقري للقراءة النقدية الرصينة بعيدا عن الاستسهال والتسرع الذي يشوب في أحيان كثيرة بعض القراءات النقدية". وقال إننا "إذ نتساءل الآن عن مدى فاعلية الخطاب النقدي في الراهن التشكيلي نجد أنفسنا أمام أعطاب حقيقية، من أبرز تجلياتها هذا الاستنساخ لمقولات سالفة الإنجاز، واعتماد قوالب جاهزة لمقاربة العمل الفني، وكأن العمل الفني جامد لا يتحرك، وأحيانا نجد أنفسنا أمام نصوص تصلح لأي مكان وزمان بل لأي عمل فني وأي فنان".
طرح الشردودي سؤال "خصوصية الاشتغال في الحقل الجمالي بمفاهيمه وأدواته المعرفية"، ثم "خصوصية تناول عمل أو تجربة في سياقات إنجازها"، ليرى أنه بذلك ستتحقق الجدوى من الخطاب النقدي، لكي "يصبح عاملا أساسا في خلق التجاوب بين المتلقي والعمل الفني، ويصبح اللمس حقيقة في مقولة جورج براك: ليس كافيا أن ندفع المتلقي إلى رؤية ما نرسمه بل ينبغي دفعه إلى لمسه".

وأشار الشردودي إلى أن الفنان من موقعه الذي تحكمه أسئلة إبداعية محضة، يتطلع دائما إلى اشتغال نقدي يسبر أغوار عمله ويقدمه للمتلقي بما يدعمه معرفيا ويسنده دلاليا، ما دام أن "الفنان الذي يسكنه هاجس التجاوز والبحث في مناطق عذراء في التجربة الانسانية يتطلع إلى عمل نقدي يصاحبه في هذه المغامرة الجميلة والمضنية، ولا يتخلف في هاته الرحلة أو يتأملها من موقع المتعالي المطمئن". لذلك، شدد على أننا نبقى الآن "في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في ما ينجز نقديا حول الفن التشكيلي"، وأنه "لا بد من تأهيل رؤيتنا إليه بما يلزم لمواكبة مستجداته وتطوره في ضوء فنون ما بعد الحداثة، والتعبيرات الفنية الجديدة التي تشتغل في عوالم افتراضية".
 
دينامية مبشرة ووضع ملتبس

لاحظ الشردودي أن المتأمل في الراهن التشكيلي المغربي لا يمكنه إلا أن "يقر بدينامية مهمة ومبشرة عرفتها العقود الأخيرة، تمثلت في الاهتمام المتزايد بالمنجز البصري وبما يحيط به من سياقات انتشاره وتلقيه"، كما أن "الأسئلة التي واكبت هذا المسار عرفت هي أيضا انفجارات داخلية فرضتها عوامل سوسيو ثقافية وجمالية متعددة". ثم استدرك بالحديث عن "وضع ملتبس"، مرده إلى أن المؤسسات الثقافية "لم تستطع" أن تستثمر العديد من الإنجازات الفنية التي حققها المجال البصري في المغرب، لتظل "المعادلة مختلة". ليخلص إلى أن كل كتابة في التشكيل وعن قضاياه لا يمكن إلا أن تسهم في "مد جسور التواصل بين العمل الفني ودائرة تلقيه"، مع تشديده على أن "ما راكمه الخطاب النقدي على امتداد التجربة البصرية المغربية يعتبر أرضية صلبة وخصبة لمنطلقات جديدة تغتني مما تنتجه المعرفة الكونية".
 
انكماش التلقي

جاءت الجلسة الثانية امتداد للجلسة الأولى على صعيد الأسئلة التي يستدعيها الموضوع المقترح للنقاش والتوجه المعبر عن قناعات المشاركين.

وانطلق أزغاي من النقاش الذي ميز الجلسة الأولى، مشيرا إلى أن التداول النقدي، كما هو ممارس، على الأقل، اليوم في المغرب، يعتريه غير قليل من اللَّبس، مشيرا إلى أن هذا اللَّبس له امتدادات وأسباب تاريخية أفضت إلى هيمنته على المشهد البصري في مستواه النقدي، وأن هذا الأمر جعل الممارسة لا ترقى إلى خطاب.

ورأى أزغاي أن أغلب النقد ظل يخضع إلى عملية إعادة تدوير وتكرار بالاستناد على آلية التأويل، ما يفرز، بالنهاية، نوعا من التشويه أو التشويش، مع إشارته، في هذا السياق، إلى أن النقد ظل مرهونا بالحوار أو الجوار، بمعنى عدم قدرته على النفاذ إلى الأعمال الفنية، حيث ظل مجاورا لها فقط.

ولاحظ أزغاي أن مسألة انكماش التلقي، تتصل بأربع نقط أساسية، أولها ما سماه "الإهمال التاريخي" الذي تعرض له التصوير في الثقافة العربية، لأسباب رآها "غير مقنعة"، تتصل بالتحريم. ورأى أن هذا الإهمال ساهم في تدني الوعي البصري الذي يسود أحيانا حتى داخل النخبة التي تمارس التصوير، لنصبح، هنا، أمام نوع من الخطابات التي تبرر هذا الوهم وهذا الفراغ، من قبيل أن العمل يتحدث عن نفسه. ولاحظ أن هذا الإهمال التاريخي كان له امتداد على مستوى تهميش الدرس الفلسفي؛ الذي كان نتيجة وجود بيئة ثقافية تتأسس على اليقينيات كنقيض للسؤال الذي هو أساس التفكير الفلسفي.

أما ثاني هذه النقاط، فيتمثل في "تراجع وانكماش العلاقات الثقافية والإنسانية بين الفنانين والكتاب"، وهي علاقات قال عنها إنها كانت تخلف نوعا من التقاطعات بينهم، قبل أن تتراجع بداية من تسعينيات القرن الماضي. فيما تتمثل النقطة الثالثة في دور "المنظومات التعليمية"، مشيرا إلى أنه لا يتصور مجتمعا لا ينتج أطرا تعنى بالصورة والموسيقى. فيما تتمثل الرابعة في تراجع دور الترجمة، مع طرح سؤال في صيغة تعجب، عن كيفية التعامل مع حقل إبداعي من دون ضبط عدد من مصطلحاته ومفاهيمه الكبرى.

ورأى أزغاي أن موضوع التداول النقدي في التشكيل المغربي، بقدر ما هو صعب، يمكن أن يشكل حافزا لاتخاذ قرارات مواطنة على مستوى مؤسسات الدولة من أجل التطبيع مع الممارسة الإبداعية باعتبارها جزء وامتدادا للطبيعة كما هي.
 
تفكك الرباط المنتج

قدم عميروش، ما اعتبرها نقط استدلال لمنشأ النقد الفني، الذي "لم يكن في معزل عن الدينامية الفنية والثقافية التي عرفتها مرحلة ما بين ستينيات وتسعينيات القرن الماضي".

وطرح عميروش سؤالا حول ما تبقى من الدينامية الثقافية للمرحلة السابقة في الألفية الثالثة؛ ليتحدث، في هذا الصدد، عن إمكانية "تفكك" ذلك "الرباط المنتج" بين الكتاب والمفكرين والفنانين عموما، بحيث "تحلل الحوار، كما يمكن أن نلحظ ذلك في بعض الكتابات النقدية المحكومة بالطلب، في مقابل الانتعاش الملحوظ الذي عرفه قطاع الفنون التشكيلية في العقدين الأخيرين من خلال البنيات الجديدة من متاحف وقاعات خاصة جديدة، وتخصيص الدعم للمجال التشكيلي من قبل وزارة الثقافة، وانخراط العديد من منشآت الرعاية التابعة للمؤسسات المالية، ما يبرر الإمكانات التي صارت متوفرة في طباعة الكتب الفنية والمونوغرافيات والكاتالوغات التي تتخذ فيها الكتابات التقديمية والنقدية حصتها"، مع إشارته إلى أن هذه النصوص "قد لا تفي بالمضامين الواضحة والدقيقة"، التي تستجيب أفق انتظار المتلقي والمهتم ومؤرخ الفن، الذي تعد هذه الكاتالوغات والمونوغرافيات من أهم مصادره ومراجعه.

وأمام هذا "السخاء الطباعي"، يضيف عميروش، تنعدم المجلات الفنية المتخصصة التي تعمل على تحفيز النقد الفني وتجوده، الشيء الذي يقود إلى "ضعف الصحافة الفنية المتخصصة"، بحيث "لم نصل بعد إلى اعتماد ناقد فني دائم يمثل توقيعه سلطة الجريدة في توجيه طبيعة الفن والتأثير في بورصة الفن، كما الشأن في الجرائد الدولي الكبرى".

وتحدث عميروش عن "ارتفاع وتيرة المعارض التي تعكس تزايد وتوافد العديد من الهواة والممارسين لاقتحام المجال الفني التشكيلي والبصري"، لتصبح مهمة الناقد "صعبة"، أمام "وفرة الممارسين وكثرة المنظمين".
وتحدث عميروش عن النقد الجديد الموصول بتجارب الفن المعاصر، مشددا على أنه "يتطلب مراجعات كثيرة"، باعتبار نقد الفن الراهن "تمثيلا لنوع من الصحوة الداعية لإعادة النظر في الكثير من المعطيات والمفاهيم برؤية أكثر عمقا، أمام سطوة التأثير البين الذي تمارسه القاعات والمعلنين والمقيمين والمروجين والوسطاء".
 
مستويات النقد الفني

لاحظ عميروش "قلة النقد الأكاديمي" بالمغرب، وذلك في علاقته بالمناهج وعلوم الفن عموما، في الوقت الذي "لا يمكن فيه الحديث عن النقد الفني (المرجعي) في معزل عن الجماليات ونظرية الفن وتاريخ الفن وثقافة الصورة بما هي عليه الآن من تدفق سريع وتطور زئبقي يعصب الإمساك به بسلاسة"، وذلك في ضوء ما يمكن ملاحظته من ارتباك في فهم واستيعاب دور النقد وطبيعة متلقيه وتوجهاته، لتحقيقه درجات من الاستجابة في تدعيم التصورات والمخارج التخييلية والمعرفية على حد سواء".

ورأى عميروش أن "النقد الفني مستويات"، وذلك من المقالة الصحفية الإخبارية والنص التقديمي إلى النص النقدي والدراسة الأكاديمية التي لها أهميتها في التأطير النقدي وتجديد مناهجه، الأمر الذي "يحتاج  إلى مختبرات"، كما هو الشأن بالنسبة للبحث العلمي داخل الجامعات. قبل أن يخلص إلى طرح أسئلة، تهم الناقد الفني المستقل، وإن كان عليه أن يكون في خدمة الفنان والمتلقي باستمرار، على اعتبار أن "النقد الفني ينتج في الأساس معرفة ومفاهيم وتصورات وتطلعات نظرية، يكون فيها العمل الفني حاضرا لإنتاج الفكر المنفتح والحر، بعيدا عن إكراهات المحيط والواقع الفنيين".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات