: آخر تحديث

هل نستطيع تغيير الآخر؟

4
4
4

هيفاء صفوق

- قد يأخذنا الحماس في محاولة تغيير الآخر ثم يصاب بعضنا بحقيقة عدم القدرة على تغيير الآخر طالما لم تكن عنده الرغبة في هذا التغيير، إذاً هل هذا يعني ألا نحاول مساعدة الآخر ومد يد العون ونلتزم الصمت أم نحاول مرة أخرى؟

- نجد أن سمة التغيير موجودة في كل شيء إما صعوداً أو هبوطاً وأحياناً ثابتة والثبوت هنا ربما يجرف الفرد إلى حالة من الجمود والروتين القاتل، لكن على كل الأصعدة هناك تغيير في كل شيء في حال الفرد وفي الظروف وحتى الأماكن تتغير في عملية الهدم والبناء.

- نعود للسؤال الأول هل لنا القدرة على تغيير الآخر؟ الجواب يحتمل الإيجاب والنفي حسب استعداد الآخر في تقبل ذلك، وهذا لا يعني التدخل في مصيره وقناعاته أبداً، لكن أحياناً في محاولة المساعدة عندما نجد هذا الآخر أو الصديق في حالة الغرق وحاجته الماسة للمساعدة والوقوف بجانبه، وهذا يعتمد أيضاً على مدى وعيه في مفهوم التغيير وأيضاً مدى مفهوم المساعدة التي لدينا للآخر ومتى تكون وكيف تكون.

- مرحلة التغيير أيضاً مختلفة من فرد لآخر فما نراه نحن ربما لا يناسب الآخر أو لا يؤمن به، كحال عائلة واحدة نجد أفرداها مختلفين في هذا التغيير في حياتهم سواء كان تغييراً على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو غيره يعتمد ذلك على قناعات واختيارات الشخصية لكل فرد منهم.

- كما أن التغيير يمر أيضاً بمراحل في حياة الفرد، هناك تغيير تعكس نتائجه النجاح على حياة الفرد، وهناك تغيير تعكس نتائجه الفشل أيضاً، وهنا يختبر كل فرد فينا طعم النجاح والفشل والقدرة على مواجهة الجمود أو الركون أو الاستسلام للإحباط، والجميع يعيش في دوائر متعددة بين الصعود والهبوط حتى يصل إلى شيء يشعره بالراحة والاستقرار النفسي والمعنوي.

- قد يأتي التغيير بطريقة صادمة للآخر يتعطل معها كل شيء هل نقف متفرجين على عدم مساعدته؟ وهنا أيضاً توجد خيارات متاحة لكل فرد فينا حسب قناعاته، هل يقدم المساعدة أو يكتفي بالمشاهدة لكن هناك شيء مشترك في الحس الإنساني وهو حس المسؤولية الذي يجعلنا نقدم المساعدة في حدود الممكن، دون التعدي على حقوق الآخر أو قناعاته أو اختياراته في الحياة، هنا يأتي دور كيفية هذه المساعدة والطريقة والأسلوب في توضيح أهمية هذا التغيير والنتائج المترتبة عليه إيجاباً أم سلباً، وكأننا هنا نساعد الآخر على أهمية التفكير خارج النمط القديم وتوسيع مساحة الرؤية للاحتمالات والاختيارات المختلفة في حياته حسبما يؤمن هو بها، إذاً يأتي الجواب لكل الأسئلة السابقة في مساعدة الآخر على التغيير تكمن في الطريقة الواعية التي تساعده دون التطفل أو الإجبار أو طمس خياراته الشخصية أو حتى التلقين، وحتى لا نقع في فخ فرض قيود جديدة عليه.

- طريقة المساعدة للتغيير تتطلب مهارة في تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية وواقعية يستطيع أن يضع لها العديد من الاختيارات والاحتمالات التي تساعده على النهوض مرة أخرى حتى في أبسط الأشياء وأسهلها، البعض يطيل الوقوف فلا يستطيع أن ينهض بمفرده ويموت وهو حي.. هنا يأتي دورنا في مد يد العون متى ما كان مستعداً لذلك وكأنه يحتاج إلى أحد يدفعه قليلاً للنهوض مرة أخرى، قد يصادفنا ذلك مع صديق أو أخ أو ابن أو زميل استسلام وتكيف مع واقع سلبي.

- لذا من سنن الله - عز وجل - التغيير من حال إلى حال ومن هبوط إلى صعود، وهذه من رحمة الله علينا لا يدوم حال على حاله، ومن سنن الله النمو والازدهار في كل شيء ولكي نصل إلى هذا النمو المتوازن نحتاج إلى الوعي بالمرحلة التي نمر بها وتوسيع خياراتها، ونكتسب القدرة على المرونة في مواجهة ظروف الحياة بأبسط الأشياء المتاحة حتى يفتح باب واسع من الأمل والتفاؤل والقدرة على النهوض مرة أخرى.

إضاءة

- متى يكون دورنا في مساعدة الآخر على التغيير وكيف تكون هذه المساعدة مع حفظ حقوق ورغبة الآخر؛ لأننا لا نستطيع تغييره إذا لم يرغب هو في ذلك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.