: آخر تحديث

لو نطق التاريخ!

1
1
1

خالد بن حمد المالك

في حكومة إسرائيل الإرهابية المتطرفة يبرز أكثر اثنين من وزرائها في حالة من عدم التوازن العقلي والإنساني، والتهور إلى حد القول بما لا يقوله غيرهما، من تهديد وبذاءة، ومن غياب للعقل، وشهية لامتصاص دماء الأبرياء، وفرح بقتل أي شهيد من الفلسطينيين، أو مصادرة لأملاك المواطنين، استقواءً بالدعم الأمريكي، والحماية الأمريكية، وموقف الرئيس الأمريكي من القضية الفلسطينية، وقيام دولة فلسطين.

* *

المقصود هنا بالوزيرين الدمويين القاتل وزير المالية والسفيه المجرم وزير الأمن القومي في حكومة إسرائيل، فهما الوجه الآخر لحكومة إرهابية بامتياز، هما الصوت القذر لإنكار حقوق شعب تحت الاحتلال، والصورة الوقحة لعضوين متمردين على كل القيم في حكومة تضم قتلة من نوع رئيسها، وبقية ثلة الإجرام، فيما لا أعرف حكومة بهذا المستوى الدولي في قراراتها.

* *

العالم أمام حالة عصية أن تتكرر في دولة أخرى، أو أن تُمارس على هذا النحو الذي تُمارسه إسرائيل، فلا سابق لمثلها، ولا من توقّع لمحاكاتها، ولا رضا عنها إلا من المنافقين، الخائفين من غضب أمريكا لا غضب إسرائيل نفسها، وفقاً لما نشاهده ونسمعه ونراه رأي العين من جرائم لها، وإسقاطها لحقوق الشعب الفلسطيني في ترجمة لسياساتها وأطماعها التوسعية.

* *

دول العالم تتغيَّر نحو الأحسن والأفضل والأجمل، وتعيد تنظيف ما أساء في الماضي لسياساتها، تُعالج وتُصحح بما يتماشى مع حقوق الإنسان، ويبرؤها مما خدش اسمها وتاريخها في سنوات مضت، إلا هذا الكيان المحتل، فهو يُمعن في زيادة كُرهه واحتقاره من قبل الشعوب المنصفة، بصرف النظر عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية في مباركة ودعم كل فعل مشين يصدر من عتاة وقتلة ومجرمين في إسرائيل.

* *

وإسرائيل لا تلقي بالاً ولا اهتماماً بما يُقال عنها، أو يصدر من قرارات ضدها، من المنظمات الدولية، فهي ماضية في سياساتها العدائية، وكأنها خارج العالم، وهي تغرِّد نحو ما هو ليس مجهولاً لديها أو لدى غيرها في إصرارها على تطبيق ما يُخالف القوانين الدولية، في حماية من أمريكا، وبدفاع منها لا يتوقف عن هذا الكيان الذي يمثِّل وصمة عار لسياساتها.

* *

يقترب عمر حرب الإبادة في قطاع غزة من عامين، ولا يزال القتل الممنهج مستمراً، فيما تسميه إسرائيل بالضغط على حماس للإفراج عن الرهائن لدى الحركة، فيما يطالب الرئيس الأمريكي بسرعة تدمير حماس، والإسراع في السيطرة الإسرائيلية على كامل قطاع غزة، باختصار الوقت، وزيادة في العمليات العسكرية.

* *

في أقل من عامين قُتل من الفلسطينيين أكثر من سبعين ألفاً، ولا يزال العداد يُحصي، وجُرح أكثر من مائة وسبعين ألفاً، وحُوِّل 95 % من القطاع إلى أرض بدون مبان، بعد أن أزالها العدو، وترك السكان في العراء في مناخ شديد الحرارة صيفاً، شديد البرودة شتاءً، مع تجويع السكان، ومنع الغذاء والدواء من الوصول إليهم، باستخدام التجويع ضمن أساليب حربه ضد المدنيين.

* *

ربما يكون هناك اتفاق يتم الآن بين حماس وإسرائيل، لكنه لن يُعيد القتلى، ولن يعوِّض الجرحى، ولن يغني عن التهديم الذي شمل تقريباً كل القطاع، ولا عن الغموض الذي يحيط بمستقبل قطاع غزة وسكانها، وهذا بعض ما يمكن أن يُقال عن الدولة الإرهابية، أما عن كل ما يُقال عنها فلا كلام يكفي، ولا صفحات تُغني، لكن يبقى التاريخ شاهداً على جرائم عدو لا يرحم، وقاتل لا يشبع، ومجرم لا يتوانى عن قتل المتحرك والساكن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد