بعد أن أنهى الهلال مشاركته في كأس العالم للأندية، ولفت أنظار العالم أمام ريال مدريد الأسباني، ولفَّ أعناقهم أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، وقهر كل ظروفه وجراحه، وحطم كل معادلات كرة القدم، وعاد من الولايات المتحدة الأميريكية متوجًا بشهادات وإشادات وسائل الإعلام الأجنبية، ورموز الرياضة العالمية، واقتحم أحاديث رؤوس ورؤساء السياسة والاقتصاد في القمم الرسمية، هاهو الهلال يعود إلى معترك كرة القدم المحلية والقارية، فهل يكفي ما حققه أمام كبار العالم لنقول أنه مكتمل وجاهز للحفاظ على عرشه كبيرًا للكرة السعودية والآسيوية؟!.
الحقيقة أنَّ الهلال في أميركا واجه الكبار بأسلحة لن تكون كافية لتحقيق موسمٍ مميز في استحقاقاتٍ سيكون هو كبيرها، بل سيعود ليواجه الكثير من الفرق التي لن تجرؤ على السماح له بأن يلعب كما لعب أمام ريال مدريد والسيتي تحديدًا، والقتالية والشغف والحماس الذي كان عليه لاعبو الهلال في تلك المواجهات العالمية لن تكون كافية في مواجهاته المحلية والقارية، والتحولات الهجومية والهجمات المرتدة لن تكون سلاحًا متوفرًا أمام خصوم سيلعب جلهم أمام الهلال بمتاريس دفاعية؛ لذلك على الهلاليين أن يعوا أنَّ فريقهم بحاجة للكثير من الأسلحة الهجومية، والعناصر الأجنبية والمحلية، وأنَّ اختلاف الخصوم واختلاف أهدافهم وطموحاتهم يوجب على إدارة الهلال أن تتحرك سريعًا لتدعيم الفريق بصفقات تتناسب مع المعادلة المختلفة التي تنتظر الهلال، وأن تعي أنَّ ما حدث في ميامي وأورلاندو مختلف تمامًا عما ينتظر الفريق في ملاعب المملكة والقارة الصفراء!.
التوقيع مع الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز خطوة رائعة رفعت بها الإدارة الهلالية جودة هذا المركز بعد أن ظلَّ لموسمين تحت رحمة اجتهادات (المجتهد) لودي وبدلائه الذين نجحوا فقط في إقناع الجماهير الهلالية بجودة لودي، وبقي على إدارة الهلال أن تسارع لتصريف ماركوس ليوناردو الذي تخطى سن المواليد ولم يصل لكفاءة أن يبقى ضمن قائمة الثمانية الكبار، وتصريف كايو الذي أثبت أنه يمكن أن يتطور مع الوقت ليصبح لاعبًا في فرق وسط ومؤخرة الترتيب وليس في الهلال، وأن تُلحق بالبرازيليين الثلاثة رابعهم مالكوم الذي أضاف لحشف أدائه الموسم الماضي سوء سلوكه غير ذات مرة، وأثبت أنَّ القادم معه لن يكون أجمل إطلاقًا!.
أمَّا الصربي متروفيتش فعلى إدارة الهلال أن تضع حدًا لمسلسل إصاباته المتكررة والغامضة التي أحرجت الفريق في أوقات صعبة، وفي كل الأحوال لا يجب أن يكون هذا المترو الذي يتعطل كثيرًا هو وسيلة الهلال الأولى للوصول إلى شباك الخصوم، فالمهاجم الأول في الهلال يجب أن يكون على قدر طموحات وآمال الهلاليين التي لن تقل عن استعادة لقبي الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا!.
الاختيار الدقيق لثنائي المواليد من ناحية المراكز والقدرات، والبديل الأفضل للمتفرعن مالكوم، وانتقاء المهاجم الذي يستطيع أن يترجم جهود الفريق، وأن يحمله على أكتافه إن استلزم الأمر، مع تدعيم بعض المراكز ببعض الصفقات المحلية القادرة على تقديم الدعم والإضافة، وليست (تكملة عدد)، كلها عوامل سيحدد النجاح بها من عدمه موسم الهلال بعد موسم كسيف أنقذته وحفظت ماء وجهه مشاركة عالمية إعجازية تغلب فيها التصميم على التخطيط!.
قصف
** متوسط أعمار التشكيلة الأساسية لفريق فلومينينسي في مباراته أمام الهلال هو 30.5 بينما كان متوسط الأعمار في تشكيلة الهلال هو 29 .. صورة بدون تحية للذين رددوا أنَّ الهلال خسر أمام فريق من العواجيز!.
** الهلال لم يخسر بسبب قوة فلومينينسي؛ بل خسر بسبب قوة الظروف التي واجهته أثناء البطولة، وقبل المباراة، وليلة المباراة، وأثناء المباراة بقيادة الحكم الهولندي الذي نفذ المهمة بنجاح!.
** يسخرون من أعمار (بعض) لاعبي فلومينينسي في نفس الوقت الذي يتفاخرون به بوجود أسطورتهم الأربعيني في ناديهم!.
** يكفي أنَّ الهلال في مشاركته العالمية أوصل عشاقه وكارهيه إلى درجة شعروا بها أنَّ الحصول على اللقب أقرب للممكن من المستحيل!.
** قبل البطولة كان بالإمكان أفضل بكثير مما كان، أمَّا أثناء البطولة فقد فعل الهلال ما كان، ومالم يكن بالإمكان!.