: آخر تحديث

حروب بلا نهايات حاسمة

4
3
3

عماد الدين حسين

العديد من الحروب في السنوات والعقود الأخيرة لم تعد تعرف نهايات حاسمة إلا فيما ندر.

‏ربما هناك معارك قليلة هي التي انتهت بصورة حاسمة وغير قابلة للشك والجدل مثل إخراج قوات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين من الكويت في يناير 1991، ثم هزيمة وإسقاط نظامه على يد القوات الأمريكية والبريطانية في مارس 2003.

‏البعض يرى أن غزو القوات الأمريكية لأفغانستان في خريف 2001 بعد حادثة برجي التجارة في نيويورك في 11 سبتمبر 2001 كانت نصراً مبيناً، لكن ورغم فارق الإمكانيات المهول بين الجانبين ورغم الدمار الذي سببته القوات الأمريكية هناك، فإنها في نهاية الأمر انسحبت بطريقة مهينة من أفغانستان في بدايات عهد الرئيس السابق جو بايدن في أغسطس 2021. ‏

‏في 12 يوليو 2006 اندلعت الحرب الدامية بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله في جنوب لبنان واستمرت 34 يوماً، وانتهت بصدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 وهو القرار الذي لا يزال يثير الجدل حتى الآن وكل طرف يفسره بطريقته الخاصة، ‏حزب الله اعتبر نفسه منتصراً انتصاراً ساحقاً لأنه أجبر إسرائيل على الانسحاب، والأخيرة تقول إنها انتصرت ودمرت جنوب لبنان تقريباً.. لكن النتيجة السياسية أن شوكة حزب الله صارت أقوى في لبنان بعد هذه المواجهة بصورة لافتة، وصار اللاعب الرئيسي في المشهد اللبناني قبل أن يتلقى ضربة موجعة في الحرب الأخيرة.

‏وحينما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بعد الانقلاب على السلطة الفلسطينية في عام 2007، دخلت في مواجهات متعددة مع الجيش الإسرائيلي طوال السنوات الماضية، ورغم الضربات المؤلمة التي تلقتها إلا أنها تعتبر مجرد بقائها انتصاراً لها.. ‏لكن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، جعلت إسرائيل تشن أكثر هجماتها وحشية على غزة، وحولتها إلى مكان غير صالح للحياة لسنوات طويلة.

‏الأمر نفسه ينطبق على الضربات النوعية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في معظم أنحاء لبنان وليس الجنوب فقط.

وإذا كان البعض يعتقد أن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في 9 ديسمبر من العام الماضي نهاية للصراع، إلا أن بعض المراقبين يؤكدون أن الوضع لا يزال شديد السيولة، فحركة داعش لا تزال تنفذ عمليات إرهابية كما حدث في تفجير إحدى الكنائس مؤخراً، والقوى المحسوبة على النظام السابق لم ترفع الراية البيضاء حتى الآن، وإسرائيل هي الرابح الأكبر بعد تركيا، حيث تمكنت من احتلال أراضٍ جديدة إضافة لهضبة الجولان.

نعود إلى ما بدأنا به ونشير إلى أنه وفي الحرب الأخيرة، فإن إسرائيل تقول إنها دمرت المنشآت النووية الإيرانية ومعظم منظومات الدفاع الجوي ومخازن الصواريخ البالستية، ‏وقتلت عدداً كبيراً من قادة الجيش وعلماء البرنامج النووي الإيراني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد