: آخر تحديث
دورته ال30 تستضيف الشارقة وتحتفي بــمغاربة العالم

"المعرض الدولي للنشر والكتاب" بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة عارضين من 51 بلدا

12
9
11


إيلاف من الرباط: تنطلق، الخميس، في الرباط فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته الثلاثين، التي تنظم ما بين 17 و 28 أبريل الجاري، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمشاركة ما يناهز 756 عارضا، يمثلون 51 بلدا، موزعين ما بين 292 عارضا مباشرا، و464 عارضا بالتوكيل، يقدمون عرضا وثائقيا متنوعا، يغطي مجمل حقول المعرفة وأجناس الإبداع، متجاوزا  100 ألف عنوان.

وتتميز دورة هذه السنة باستضافة إمارة الشارقة كضيف شرف، في سياق التزام المعرض بترسيخ قيم التعاون الثقافي العربي الوثيق وأهمية الانفتاح على الآخر، فضلا عن احتفائها بمغاربة العالم، من باب تجديد تأكيد تعزيز روابط الانتماء والتواصل مع الوطن الأم.

تبادل ثقافي ومهني
عبر محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، عن أمله في أن تكون دورة هذه السنة موعدا جديدا لتبادل ثقافي ومهني يفتح مزيدا من آفاق التعاون والاستثمار، ومحطة جديدة لتلاقح الأفكار الرامية إلى النهوض بمستقبل الكتاب. 
بالنسبة للوزير  المغربي، يظل الراسخ في غايات هذا الفضاء الدولي هو توفير مزيد من الإشعاع لقيم الانفتاح والتعايش والسلام، في ظرف عالمي محفوف بالمخاطر المهددة للسلم والاستقرار، من كل الأنواع.
وكتب بنسعيد، في معرض تقديمه للبرنامج الثقافي للدورة، أن المغرب، وفاء لعمقه الحضاري والثقافي، وقيمه المتأصلة في الانفتاح والتعايش، يواصل نهج سياسة ثقافية دامجة ومنفتحة تساهم في جعله فاعلا أساسيا في محيطه الجهوي والدولي.
وشدد بنسعيد على أن المعرض هو فضاء متعدد الأبعاد، راكم فيه المغرب خبرات فكرية وثقافية ومهنية وتواصلية واعدة، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تأتي لترسيخ هويته كملتقى سنوي ثقافي متجذر في العمق الوطني والإفريقي ومنفتح على كل العالم. 
وأضاف بنسعيد أن وزارته، انطلاقا من مكانته الرفيعة التي نالها بفضل التشريف المتواصل لدوراته من قبل الملك محمد السادس الهادفة إلى جعل المغرب ملتقى ثقافيا عالميا لتثمين قيم الأصالة والانفتاح، لا تدخر جهدا في جعل كل دورة من دوراته إضافة نوعية لطموح وطني يسعى لإرساء دعائم مجتمع المعرفة. وفي هذا الإطار، يرى بنسعيد أن الكتاب والقراءة يتجاوزان وضعهما كقاطرة للثقافة والمعرفة، ليجسدا عنصرا مركزيا في منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية.
وعلى غرار الدورات السابقة، يضيف بنسعيد، سيواصل المعرض طابعه النبيل في ترسيخ قيم الصداقة والتبادل الثقافي البناء، والتزامه المتواصل بعولمة الكتاب والحوار الثقافي. كما ستضع الدورة مغاربة العالم في الطليعة، تنويها بإسهاماتهم الثقافية والأدبية في بلدان الإقامة، مع تسليط الضوء على تعدد أصوات الكتابات المغربية وتنوع لعات وتأثيرات أدب مغربي معلوم بامتياز.


وشدد بنسعيد على أن مساهمة مغربيات ومغاربة العالم في الحقل الأدبي والثقافي، يكتسي أيضا أهمية بالغة في السعي نحو تحقيق النهضة المغربية المنشودة اعتمادا على الإمكان البشري سواء المقيم منه داخل حدود الوطن أو بباقي بلدان العالم.
واعتبر بنسعيد أنه إذا كان المعرض فضاء لعرض جديد الإصدارات، فهو أيضا مناسبة للتداول في التطورات الطارئة على مجال الكتاب والنشر، ولربط الصلات بين مختلف مكونات هذا القطاع الصاعد.
وتتميز الدورة، يضيف بنسعيد، باحتضان ضيوف من العالم، وحلول إمارة الشارقة ضيفا شرفيا، في "حرص هذا المحفل الدولي الثابت على استدامة فضاء إنساني لإشاعة قيم التعاون والإخاء.

وأضاف بنسعيد أن المغرب أصبح منذ سنوات منصة نشر على المستوى الإفريقي، مشددا على أن هذه النهضة المتقاطعة مع الثقافة والاقتصاد والنشر بالغرب، ستجعل من الكتاب والنشر بالمغرب مثالا يحتذى به، بالنسبة للصناعات الثقافية والإبداعية الأخرى.

طبق متنوع
يقترح البرنامج الثقافي للدورة طبقا متنوعا، يشمل عددا من الفقرات، بمساهمة مجموعة من الباحثين والكتاب والمبدعين المشاركين في مختلف صنوف الفكر والإبداع، من داخل المغرب ومن خارجه، بمعدل 26 نشاطا في اليوم، يشارك فيها ما مجموعه 762 متدخلا عبر العديد من الندوات العامة، واللقاءات الفكرية،والليالي الشعرية، والحوارات المباشرة، وتقديمات الإصدارات الجديدة.
ومن بين المشاركين في دورة هذه السنة فؤاد العروي، وعبد اللطيف اللعبي، ونجاة بلقاسم، وعيسى مخلوف، والطاهر بن جلون، ومحمد الأشعري، وأحمد المديني، ونوري الجراح، ومحمد برادة، وصبحي حديدي، ومحمد بنيس، ومارسيل خليفة، ومحمد نور الدين أفاية، ورشيدة بنمسعود، ومبارك ربيع، وليلى أبو زيد، ومحمد بنطلحة.


وتأتي دورة هذه السنة، بحسب منظميها، في سياق يتعزز فيه إشعاع المملكة الثقافي، من خلال استضافة أسماء بارزة من مختلف أنحاء العالم، وتنظيم فعاليات فكرية وفنية متنوعة.
ومن بين الفقرات المقترحة ضمن البرنامج الثقافي للتظاهرة فقرة "المغرب المتعدد"، التي تتناول مواضيع التعبير الفني الأمازيغي في سياق الهجرة، وفنون الأداء التمثيلية الحسانية (المسرح، السينما والدراما)، والأمازيغية ورهانات التنزيل القطاعي، والثقافة الحسانية في الإعلام الجهوي، والاغتراب في الأدب الأمازيغي المكتوب، ورهانات تحديث الإعلام الأمازيغي،والصحراء في الإبداع الأدبي المعاصر، وثقافة الصحراء وسؤال الترجمة: تجارب وتصورات، والبنيات الصنهاجية في الثقافة الحسانية، والحربة الأدبية الشبابية في الأدب الأمازيغي، ومغاربة العالم والاحتفاء بالثقافة الحسانية، والترجمة وأدوارها في الارتقاء باللغة والثقافة الأمازيغيتين، وتجليات الثقافة الأمازيغية في سياق الهجرة.
وفي باقي الفقرات، تتناول فقرة "الأدب أفقا للتفكير"، القصة والحرب، وتوطين النقد الثقافي في المغرب، والترجمة الأدبية وصورة المغرب عبر العالم، وتجليات "المحبة" في التراث العربي، واستعادة الشعر العربي بالوسائط التكنولوجية الجديدة، ووارثات سر فاطمة المرنيسي، والنسوية واستراتيجية إنتاج المعرفة،وأسئلة الكتابة بلغة الآخر، واليوميات ووهج اللحظة الهاربة، والأدب والمسرح: الحوارية والتفاعل، وفي الحاجة إلى إدوارد سعيد، والإبداع الفلسطيني في مواجهة سياسات المحو، وفي الحاجة إلى استحضار المنجز الفكري للكاتب والصحافي المغربي محمد باهي حرمة، وسيرة الأنا والوطن، والحوار الفكري العربي الجرماني، والجداريات وجمالية المدن المغربية، والرواية العربية والمجتمع المدني، وكتابة المدن .. سرد المدن، والرحلة العربية.. اكتشاف الذات والآخر، وتمثلات الجسد في التعبير الأدبي والبصري.
وتتوقف فقرة "نظرة على الفنون" عند المجموعات الغنائية بالمغرب: نصف قرن من الأداء والتأصيل، والكتاب الفني بالمغرب، والمشهد الموسيقي الشبابي الجديد؛ وفقرة "الأدب المغربي" السرد وتدبير الصدمات النفسية، والفرجة العيساوية في المسرح المغربي، بينما تحتفي فقرة "مسارات" بعمر أمرير، ومبارك ربيع، وعبد السلام مصباح، وسمية نعمان جسوس، ومحمد برادة، ومحمد بنطلحة، وليلى أبو زيد. أما فقرة "في الذاكرة"،فتستعيد تجربة محمد عنيبة الحمري الشعرية، كما تكرم الوزير والدبلوماسي المغربي الراحل محمد بن عيسى ( وهو ايضا مؤسس معرض الكتاب في المغرب) تحت عنوان "بصمات في اتجاه الخُلد"، بمشاركة محمد المهدي بنسعيدومحمد الأشعري وأحمد المديني وحاتم البطيوي ومبارك ربيع.
وفي باقي الفقرات، نكون مع فقرة "البرنامج المهني" التي تتناول مجتمع المعلومات في العالم العربي، والأرشيف والذكاء الاصطناعي: بين الابتكار التكنولوجي والمواءمة الثقافية. أما فقرة "قضايا راهنة"، فتتناول السياسة اللغوية بالمغرب من حيث الأدوار  المؤسساتية والتجليات الواقعية.
كما يتضمن البرنامج فقرات أخرى، بينها فقرة خاصة بالإصدارات الجديدة، وفقرة "متوجون"، فضلا عن فقرات خاصة بالليالي الشعرية وتوزيع جوائز، تشمل جائزة المغرب للكتاب في دورتها ال55، وجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، والجائزة الوطنية للقراءة، فضلا عن جوائز مسابقة "ألوان القدس" التي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف. 

ضيف الشرف
تتميز دورة هذه السنة باستقبال الشارقة كضيـف شرف، في خطوة جديدة ترسخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، وحاضنة للثقافة العربية والإسلامية، مجسدة بذلك دورها في رعاية المشروع الثقافي العربي الحديث.
وستشارك الإمارة ببرنامج ثقافي وفني وحضاري متكامل، حيث ستسهم في الحوارات حول الثقافة والآداب والفنون والنشر، مقدمة رؤيتها لمستقبل الثقافة العربية وصناعة الكتاب ودور الناشرين من خلال وفد يضم نخبة من الأدباء والمفكرين والناشرين الإماراتيين.
وتقدم هيئة الشارقة للكتاب في معرض الرباط فعاليات تستعرض المشهد الأدبي والإبداعي الإماراتي، بمشاركة أكثر من 15 دار نشر إماراتية، مع تنظم جلسات حوارية لتعزيز التبادل الثقافي بين الكتاب والمفكرين الإماراتيين والمغاربة. كما يتضمن البرنامج ورش عمل للأطفال، وعروضا تراثية، وجلسات مخصصة للخط العربي بالتعاون مع خطاطين مغاربة، مما يجعل المشاركة تجربة تجمع بين الأدب والفن والتراث.
وتهدف إمارة الشارقة من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز الروابط الثقافية وتبادل الخبرات، بما يحقق التكامل بين مكونات المشروع الثقافي العربي، مع تسليط الضوء على مستجدات المشهد الثقافي الإماراتي، ومبادراته المتواصلة في دعم صناعة الكتاب والمعرفة، من خلال تعزيز النشر والترجمة وتطوير قطاع النشر بشكل عام.

مغاربة العالم
تحتفي الدورة بمغاربة العالم، من خلال تكريم أربع شخصيات بارزة في تاريخ الهجرة المغربية، هم عبد الله بونفور المتخصص في الدراسات الأمازيغية، والراحل أحمد غزالي، وهو كاتب مسرحي وعالم متاحف، وللا خيتي أمينة بن هاشم العلوي، التي هي أول صحفية مغربية في الإذاعـة والتلفزيون البلجيكي، والكاتب الراحل إدريس الشرايبي، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 70 لصدور روايـة "التيوس" في باريس.
كما يشمل البرنامج الأدبي لمغاربة العالم تنظيم أمسية شعرية تتضمن قراءات لقصائد باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية لـ 11 شاعرا؛ مع تنظيم عـرض اسـتيعادي لعشرة أفلام مغربية رائدة حول الهجرة.
كما سيصدر، بهذه المناسبة، عددان خاصان مـن مجلتين تحتفيان بمغاربة المهجر، الأولى هي مجلة "ديبتيك"، حيث سيكون العدد مخصصا للفنانات والفنانين التشكيليين من مغاربة العالم، والثانية مجلة "تيل كيل" التي سيكون عددها مخصصا لروائيات المهجر.

سنافر
على غرار الدورات السابقة، تقترح دورة هذه السنة لفئة الأطفال برنامجا غنيا ومتنوعا طيلة أيام المعرض، يتضمن 712 نشاطا من بينها 660 ورشة تثقيفية داخل 6 مساحات يتشكل منها فضاء الطفل، إلى جانب تهيئة فضاء خاص بالرصد المطبوع من كتب الأشرطة المصورة لشخصيات السلسلة الكرتونية "السنافر".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات