: آخر تحديث

حلول جذرية

5
3
4

عثمان بن حمد أباالخيل

المشكلات موجودة في حياتنا وهي جزء من واقعنا، سواء أكانت مشكلات تتعلق بالإنسان أو النبات أو البيئة أو في الإنتاج والصناعة والتجارة وعالم المال فلا توجد حياة تقريباً إلا وبها عديد من المشكلات، كيف تحل تلك المشكلات هل من جذورها أو هو حل سطحي. (حل جذري) هو حل قاطع ونهائي حيث يتم حل المشكلة من أصولها. وجاء هذا المصطلح (جذري) من كلمة جذر والمعروف أن جذر الشيء هو أصله فجذر النبات أو الشجرة هو أصلها الكائن في التربة ويمدها بالغذاء والماء كم يعطيها الصلابة اللازمة والتماسك مع التربة. حل المشكلة من جذورها هو العلاج الناجع، أما حل المشكلة من أوراقها فهو مسكن سرعان ما تعود المشكلة إلى جذورها وربما تزداد المشكلة وتتفرع. حين تصفر أوراق الأشجار هذا دليل على نقص الحديد والحل النهائي إضافة الحديد إلى التربة ومن ثم تمتصها الشجرة، عندما تتساقط ثمار البرتقال والليمون هذا دليل على سوء التغذية والحل هو التسميد المتوازن. عندما يتساقط شعر الإنسان هذا دليل على نقص الفيتامين والحل هو فيتامين 7.

من أولويات حلول المشكلة الإقرار بوجودها والتصدي لها ومواجهتها وعدم تركها للزمن، وأن تجنبها والبعد عنها لا يسهمان إطلاقا في حلها، بل إنه قد يصعب إيجاد الحلول ويجعلها عسيرة ويزيد من الأضرار ويفاقمها ويزيدها شدة وتضخما فالأمر فقط يتطلب شجاعة وقوة معنوية تمكن من مواجهة تلك المشكلات الإنسانية التي تعصف بنا في حياتنا الاجتماعية.

إلى كل من يعيش مشكلة طبية أو أسرية، لا تغلق عينيك وتصم أذنيك واجه المشكلة، فجميع المشكلات لها حلول وليس حلاً واحدا، بادر فكر ومن ثم قرر وتوكل على الله، ولا تتردد فالتردد يقتل روح المبادرة. المريض الذي يشكو من ألم في الأطراف وعدم انتظام دقات القلب واضطرابات عاطفية، عليه أن يبادر للطبيب المختص لمعرفة السبب (المشكلة) ومن ثم على الطبيب البحث عن الحل، وذلك بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأعراض نقص فيتامين بي.

إن الفشل في حل المشكلات أيا كان نوعها خصوصا الزوجية، سوف يجعل الفجوة بين الزوجين تكبر وتكبر، وتكون مبرراً لدخول الآخرين الذين يسعون لحل المشكلة أو يسعون في الخفاء في تكبير الفجوة وإدخالها في عالم المجهول المخيف.

إن تأخير اتخاذ القرار في الوقت المناسب طريق سهل ممهد إلى الانتكاسة، وعلينا سرعة مواجهة المشكلة وتقليمها كما تؤقلم الشجرة من الأغصان الميتة لتعيش وتثمر.

إن الأسلوب السائد عند الكثير من الناس لحل المشكلات على اختلافها، هو حل المشكلة من سطحها وليس من جذورها، لذلك نرى أن بعض المشكلات تحل بشكل مؤقت وتظهر مرة أخرى، أو تظهر لها نتائج تؤثر في العلاقات التي عادة ما تكون مدمرة.

(المثقفون يأتون لحل المشكلات بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ). - البيرت اينشتاين.

همسة من القلب

لا تحاول حل المشكلة قبل أن تعرف سببها وجذورها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.