على الرغم من انحسار الاهتمام بمسرح الطفل في العراق الا ان هناك محاولات فردية لاعادته الى الواجهة وكسب رضا الاطفال الذين يستمتعون بمشاهدتها ويشعرون بقيمة الاعمال المقدمة.
شهد مسرح الرافدين في دائرة السينما والمسرح عرض مسرحية الاطفال الجديدة “دائرة الطباشير الصغيرة” إعداد وإخراج الفنانة د. إقبال نعيم عن نص كتبه الإسباني الفونسو ساستره ترجمته إشراق عبد العادل وجسد شخصياتها الفنانون: ياس خضير، زمن حسين، بهاء خيون، ريتا كاسبر، ليلى فارس، وسينوغرافيا الفنان علي السوداني، والالحان والموسيقى للفنان أمير علي رضا، والادارة المسرحية للفنان سلام السكيني ، والمسرحية من انتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح .
وجاء عرض مسرحية (دائرة الطباشير الصغيرة) في محاولة من المخرجة للفت الانتباه الى مسرح الطفل الغائب عن الحضور والاهتمام ولتحرك الساكن في الوسط المسرحي في محاولة منها للتذكير بأهمية وقيمة هذا النوع من المسرح الذي يخص شريحة مهمة ، والجميل ان احد يومي عرض المسرحية شهد تواجد الاطفال اليتامى في دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الذين تفاعلوا مع شخصيات العرض وكان السرور واضحا على مشاعرهم وقد استمتعوا بالالوان البهيجة والموسيقى والغناء، وقد اعرب العديد من اولياء امر الاطفال عن تمنياتهم ان يهتم من يعنيهم الامر بمسرح الطفل وتقديم الاعمال الهادفة التي تحبب عمل الخير لديهم والجمال والمحبة ،خاصة ان مسرح الطفل يعد من اهم من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل سواء التنمية الفكرية اوالاجتماعية ووكذلك النفسية وغيرها ، وتمنوا ان يعاد استغلال مسرح (الفانوس السحري) في المنصور لتقديم مسرحيات شهرية على الاقل ،فيما اكد بعض الصغار فرحهم بمشاهدة المسرحية التي وصفوها بالجميلة والممتعة .
مسرح الطفل مهمل
فقد تأسف الفنان فلاح ابراهيم للاهمال الذي يطال مسرح الطفل ، وقال: مسرحية دائرة الطباشير ..كانت محاولة لصنع مسرح فيه بهجة ومعلومة تقدم للاطفال بسلاسة ويسر ، لكنها ااصطدمت للاسف بواقع التقنيات المخجلة في العراق واعتقد كانت هناك مشكلة في الاداء الغنائي لبعض الممثلين.
واضاف:عرض مسرحية للاطفال في ظل نسيان لمسرح الطفل اعتبره التفاتة صادقة للتذكير بضرورة ايلاء هذا المسرح اهتماما وعناية وعلى المسؤولين ان ينتبهوا الى اهمية هذا المسرح في تنمية الوعي والجمال والمتعةعند الصغار الذين عليهم ان يوطدوا علاقتهم بالمسرح لانه معلم ممتاز .
وتابع :مسرح الطفل مهمل لان الثقافة في العراق مهملة واي بلد يحترم الانسان فيه يبدأ الاهتمام بالطفل لانه صانع المستقبل فطبيعي ان يكون مسرح الطفل مهملا لان من يقومون على ثقافة البلد لايعون اهمية المسرح بصورة عامة ومسرح الطفل بصوره خاصة.
موسم التقشف
اما الصحافي عبد العليم البناء : عادت الفنانة د. اقبال نعيم ومعها فريق عمل من اعضاء الفرقة القومية للتمثيل من اجل اعادة التذكير باهمية وتأثير مسرح الطفل في المجتمع عبر المسرحية الجديدة(دائرة الطباشير الصغيرة) المعدة عن نص اسباني.
واضاف: اعتقد ان هذا العرض المسرحي لمخرجته المهتمة بعروض الطفل اجتذب الاطفال الذين امتلأت بهم القاعة ولو ان المسرحية استمرت لاكثر من اليومين اللذين عرضت فيهما لكان الحضور اكبر لان الاطفال محرومون من العروض الخاص بهم .
وتابع:مسرحيات الطفل غائبة مثلما غاب مهرجان مسرح الطفل السنوي بسبب ضعف التمويل وحلول موسم(التقشف)، الذي الغى العديد من النشاطات والفعاليات المختلفة
غياب الدعم
من جانبها استغربت مخرجة العمل الدكتورة اقبال نعيم الاهمال الذي يعانيه مسرح الطفل وقالت لـ (ايلاف) : بعد تدريبات استمرت لاكثر من ثلاثة اشهر ووصول المسرحية الى مرحلة النضج عرضناها ،وهي مسرحية موجهة للاطفال من عمر ٥ سنوات الى ١٢ سنه وتؤكد على أهمية الاعتناء بالاشياء لنستحقها ... فالأشياء تنتمي الى من يحسّن الاعتناء بها الطفل الى القلب الذي يحبه والأرض للفلاح الماهر الذي يعتني بها لتعطي افضل الثمار والوطن لمن يدافع عنه ويشرع القوانين ليعمر الانسان فيه ... فالمسرحية تؤكد على قيم الخير والمحبة والإنسانية في حياتنا وتمزج الحكاية مابين الأداء التمثيلي والغناء والرقص .
واضافت: انها حكاية طفلة صغيرة مشاغبة تملك دمية تمارس ضدها افعالا غريبة لتلقيها بالنهاية في الشارع ليصادف وجود طفلة اخرى تعيد اليها جمالها والاعتناء بها ليصل الامر الى الفتاة المشاغبة التي تطالب بالدمية، لانها صاحبتها الشرعية من خلال وجود مهرج يقود مفردات العرض،والمسرحية يؤطرها الرقص والموسيقى وامتزاج الخيال مع الواقع فضلا عن استخدام خيال الظل .
وتابعت: ياتي اهتمامنا بمسرح الطفل لاهميته في التكوين الاجتماعي والجمالي والاخلاقي للطفل في ظل غياب البرامج والتخطيط لدعم وتنشيط الثقافة والمسرح بشكل خاص ،المؤسسات المعنية اهملت الطفل في برامجها وتناست انه اللبنة الاولى لتكوين مواطن ومواطنة صالحة في المستقبل .
وأوضحت: في المدرسة يتعلم الطفل العلوم والمعارف ولكن في المسرح يتعلم فن تذوق الحياة ويدرك جمالها ويكتشف من خلالها ذاته ووجوده ومواهبه ليكون كما يريد فنانا او عالما او مهندسا او او او فهو متفرج المستقبل ، فالمسرح ينمي فيه ثقته وقدرته على الاختيار .
واضافت ايضا: مع الأسف وزارة الثقافة تمتلك مسرحا جميلا هو مسرح الفانوس السحري ، غاب عنه الدعم المادي وهو عاطل عن العمل ونحن في دائرة السينما والمسرح نطمح في تحويل مسرح الرافدين الى مسرح متخصص لتقديم عروض للاطفال صباحا اضافة الى تقديم عروض للكبار مساءا .
وختمت بالقول :للنهوض بمسرح الطفل نحتاج الى تكاتف عمل كل من وزارة الثقافة والتربية والتخطيط .. الطفل هو رجل المستقبل هو المواطن الذي نريد .
الجدير بالذكر أن الفنانة الدكتورة اقبال نعيم سبق لها أن قدمت اكثر من عمل مسرحي للاطفال الذين باتوا يعانون من ندرة هذه العروض التي توفر لهم المتعة والتسلية البريئة، فضلا عن القيم التربوية والانسانية الايجابية. ويجيء هذ العرض ليوصل ما انقطع من هذه العروض الهادفة، الامر الذي دعا الدكتورة نعيم الى اتخاذ قرار بإعادة عرض هذه المسرحية لطلبة المدارس الابتدائية في بغداد مطلع العام الدراسي المقبل في المسرح ذاته بالاتفاق مع الجهات المعنية في وزارة التربية وبأسعار رمزية.