: آخر تحديث

مختصر مفيد

53
49
45
مواضيع ذات صلة

نقطة البداية مع صفيح الكويت الساخن وحكمة شيوخه، ومنها إلى مبادرات إماراتية طيبة لتلطيف أجواء المنطقة الملتهبة، ومن ينظم الجوع في بلده حري به أن يغادر. أما مشروع إيران النووي فيظل في دورانه يقض مضاجع الإسرائيليين وتهديدات رئيس حكومة اسرائيل تبقى كلامًا في كلام.

الكويت

هذا البلد الصغير، عانى الاجتياح العراقي ويعاني محاولات زجه في أتون خلافات داخلية وخارجية لا ناقة له فيها ولا جمل. فهذا يريد تحرير فلسطين من رئاسة مجلس أمة الكويت، وذاك يناصر طالبان والجهاديين في أفغانستان، وآخر يريد مجلسًا نيابيًا على مقاس إخوان مصر، وهناك من يستقدم إيران إلى البلد... كل هذا والشعب الكويتي يواجه جائحة كورونا مثله مثل باقي شعوب العالم، حيث تراجع الاقتصاد وتوقفت البنوك عن منح القروض والتحفيزات للأشغال والأعمال والأوضاع الصحية تتدهور، ناهيك عن توقف العمل وإغلاق المصالح والشركات.

الكويت على صفيح ساخن حيث تشعل إيران النار من خلال بعض مسؤوليه عبر الإسلاميين وبعض مناصريها وخلاياها النائمة في الكويت، ونذكّر هنا بخلية العبدلي وكميات السلاح التي ضبطت آنذاك مع عملاء إيران من حزب الله اللبناني، وتتكفل جهات أخرى بصب الزيت على نار المذهبية والطائفية لبث نار الخلافات في مجلس الأمة وفي الشارع الكويتي.

الكويت مرت بأزمات ومحن سابقًا، وعلى الرغم من حقد الفاسدين ومن احتضنهم وقدم لهم كل الدعم والمال والوظائف وخانوه عند اجتياح صدام للكويت، خرج من تلك المحن بفضل حنكة شيوخه وغيرة شبانه الذين أوصلوه دائمًا بر الأمان، على الرغم من كل الصعاب.

مبادرات طيبة

إلى جانب إطلاق المشاريع العملاقة وتحسين ظروف الحياة للمواطن والمقيم، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ومن دون إعلام زائد أو طنطنة فارغة تقود مبادرات لتهدئة الأجواء على صعيد المنطقة والعالم، فوفد إماراتي رفيع يزور عواصم القرار ودول إقليمية بهدف تنقية الأجواء المشحونة.

زيارة لتركيا والحديث عن استثمارات إماراتية هناك بعيدًا عن الخلاف والاشتباكات الكلامية مع أنقرة أو أي من أذرع الإخوان فيها... وزيارة أخرى لقطر لتلطيف أجواء الخلاف والالتقاء في نقاط كثيرة وإبقاء نقاط الخلاف جانبًا، لتجنيب الخليج مخاطر يخططون لها ربما في طهران أو في أماكن أخرى حيث تنتظر الأذرع السوداء ساعة الصفر للتنفيذ.

مبادرات التهدئة وتلطيف الأجواء هي في صلب سياسة هذا البلد الذي يمنح الأمن والأمان لمواطنيه والمقيمين فيه ويفرض الاستقرار والهدوء على المنطقة بفضل مبادراته والتزامه السلم والصلح وحل النزاعات بالحديث وتحكيم العقل.

مساعدات

من المفارقة أن يقوم بشار الاسد ونظامه في سوريا بالإعلان عن مساعدة لبنان في أزمته الخانقة، وهنا يصح المثل القائل "تركت زوجها ملقوح وراحت تداوي ممدوح". فسوريا الاسد والعروبة والصمود والتصدي وإلى آخره، تعاني انقطاع الكهرباء والوقود والغاز وكل شيء تقريبًا، وتقوم كما يقول بعض جهابذة الإعلام فيها بإدارة الجوع في سوريا إدارة صحيحة لا تفرق بين جائع وآخر، وتضرب مثلًا في المساواة التامة بين كل أطياف الوطن.

سوريا المتشرذمة، القابعة تحت احتلالين روسي وإيراني، وأكثر من ثلثي سكانها لاجئون في بلادهم وفي دول الجوار، لا يستطيع أن تقدم شيئًا للبنان الذي عانى الأمرين من الاحتلال السوري وهيمنة حزب الله الإيراني عليه.

لبنان في طريقه إلى جهنم رئيسه ميشال عون وسوريا في طريقها إلى التقسيم، ونظام إدارة الجوع في طريقه إلى الزوال مهما طال الزمن.

كلام في كلام

أصدر رئيس وزراء اسرائيل حديث العهد، نفتالي بنيت، بيانًا شديد اللهجة بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول أنشطة إيران النووية والخطر القادم من هناك بحسب تعبيره، وهدد في بيانه أن اسرائيل ستقوم بكل شيء من أجل منع ايران من امتلاك قدرات لتصنيع السلاح النووي، وناشد العالم اتخاذ خطوات عملية لمواجهة إيران ومخططاتها النووية. 

قد يظن البعض بعد هذا البيان أن طائرات الشبح "أف-35" شغلت محركاتها وأن أذرع الموساد والجيش الإسرائيلي المشغول بهروب سجناء أمنيين، بدأت تتحرك لضرب إيران وتعطيل مشروعها النووي، إلا أن متابع سياسة اسرائيل وتصريحات قادتها يعرف تمامًا أن هذا لن يحدث، في هذه المرحلة على الأقل، وذلك لأن حكومة إسرائيل الحالية تعهدت لبايدن ومجموعته "الفذة" في البيت الأبيض منح الدبلوماسية الأميركية الوقت قبل اتخاذ أي خطوة عسكرية ضد إيران.

ويقول خبراء الأمن في إسرائيل إن هذه الدبلوماسية الاميركية مثلها مثل خطواتها العسكرية مثل "نجاحها" في العراق وأفغانستان وسوريا.

نقاط ودوائر

نقطة البداية في تحكيم العقل هي الشعور بتشخيص المشكلة ثم البحث عن تقاطع الدوائر الإيجابية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.