: آخر تحديث

نحو أمن مائي عالمي قائم على الابتكار

1
1
1

سعيد محمد الطاير

«نُعوّل على الابتكار للوصول إلى حلول مستدامة تعزز رؤية دولة الإمارات في تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتمد يد العون للمجتمعات التي تعاني من ندرة المياه».

تجسّد هذه الكلمات التي قالها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعد تكريمه الفائزين بالدورة الرابعة من «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه»، التي تشرف عليها مؤسسة «سقيا الإمارات»، جوهر الرؤية الإماراتية للعمل الإنساني المستدام، المستند إلى قيم العطاء والرحمة والابتكار في خدمة الإنسان، وهو النهج الذي تواصله القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.

تشكل ندرة المياه أحد أبرز التحديات الإنسانية والتنموية في العصر الحديث، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 2.2 مليار شخص حول العالم يفتقرون إلى خدمات مياه الشرب المُدارة بشكل آمن، وأن ما يقارب 10 % من سكان العالم يعيشون في بلدان تعاني ضغوطاً مائية عالية أو حرجة. وفي ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة ومستدامة، تعزز التعاون الدولي وتوظف التقنيات الحديثة لضمان الأمن المائي العالمي.

وفي هذا السياق، تؤدي دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً ريادياً في دعم الأمن المائي، مستلهمة رؤية قيادتها التي جعلت من العمل الإنساني والابتكار ركيزتين أساسيتين في مسيرة التنمية المستدامة.

وتُعد مؤسسة «سقيا الإمارات»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2015، تحت مظلة «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، نموذجاً ملهماً لترسيخ هذا الالتزام، حيث تعمل على تنفيذ مشاريع نوعية لتوفير المياه النقية للمجتمعات الأكثر حاجة في مختلف أنحاء العالم، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

ومنذ تأسيسها، أسهمت «سقيا الإمارات» في توفير المياه النظيفة لما يقارب 15 مليون شخص في 37 دولة حول العالم، من خلال مشاريع تنموية وإنسانية مستدامة، بالشراكة مع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية. كما تدعم المؤسسة البحوث والابتكارات التقنية في مختلف مجالات المياه، تأكيداً لدور الإمارات كمحرك عالمي للمعرفة والاستدامة.

تسير «سقيا الإمارات» على نهج القيادة الرشيدة التي تعتبر أن مساعدة الإنسان، أينما كان، رسالة حضارية قبل أن تكون مسؤولية تنموية. ولا تقتصر جهود المؤسسة على تنفيذ مشاريع خيرية تقليدية، بل تمتد إلى إطلاق مبادرات تحفّز المبتكرين والباحثين حول العالم لإيجاد حلول عملية ومستدامة لأزمة شح المياه.

وتعد «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه» من أبرز هذه المبادرات، إذ أصبحت منصة دولية مرموقة لتشجيع الشركات والمؤسسات والأفراد على تطوير حلول وتقنيات مبتكرة لتحلية وتنقية المياه باستخدام الطاقة المتجددة. وتمتاز المشاريع الفائزة بقدرتها على التطبيق العملي وسهولة تنفيذها في المناطق النائية، ما يضمن استدامة أثرها الإنساني والتنموي.

إن التكامل بين الريادة المؤسسية والابتكار العلمي والعمل الإنساني هو ما يميز المقاربة الإماراتية في مواجهة مختلف التحديات. ومن خلال «سقيا الإمارات»، نعمل على تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتحويل الابتكار إلى أداة للعدالة البيئية والكرامة الإنسانية. وبينما تتزايد الحاجة إلى حلول مبتكرة لتوفير المياه الصالحة للاستخدام، تبقى مسؤوليتنا الجماعية قائمة في تمكين الإنسان، وحماية الحياة، والحفاظ على الموارد الطبيعية لنا ولأجيالنا القادمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد