: آخر تحديث

السعودية ودبلوماسية المستقبل

1
1
1

تغريد إبراهيم الطاسان

جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.. إلى الولايات المتحدة لتضع المملكة في موقع متقدم ضمن خارطة القوى المؤثرة عالميًا، ولتثبت أن السعودية باتت تمتلك رؤية سياسية واقتصادية تجعل حضورها في العواصم الكبرى حضورًا فاعلًا لا يمكن تجاوزه. هذه الزيارة لم تكن مجرد نشاط دبلوماسي، بل محطة مفصلية حملت رسائل واضحة بأن المملكة تتقدم بثقة نحو دور دولي أكثر قوةً وتأثيرًا.

على المستوى السياسي، عززت الزيارة متانة الشراكة السعودية – الأمريكية، وهي شراكة تتجاوز حدود المصالح التقليدية نحو تعاون أعمق في قضايا الأمن الإقليمي، واستقرار الطاقة، وتوازنات المنطقة. فالسعودية اليوم ليست دولة تبحث عن دور، بل دولة تصنع أدوارًا وتقدم حلولًا وتضع أسسًا جديدة للتعامل مع ملفات معقدة لطالما شغلت المجتمع الدولي.

ومن بين هذه الملفات، برز الملف السوداني بوصفه أحد أهم الإنجازات التي تتحقق بفضل الله سبحانه وتعالى ثم المساعي السعودية. فقد تمكّنت المملكة، بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، من دفع أطراف النزاع في السودان نحو مسار ينهي معاناة الحرب والصراع في السودان، وتهيئة مناخ يسمح حقن الدماء، ووقف الدمار الذي أنهكت البلاد وأرهقت شعبها لسنوات. هذا التحرك يعكس نهجًا سعوديًا يقوم على الدبلوماسية الهادئة، وقدرة على جمع الفرقاء، ودور إنساني يضاف إلى سلسلة المساعي الانسانية السعودية التي تقدّم الحياة والاستقرار قبل أي حسابات سياسية. إنه إنجاز يحسب للمملكة ويعزز موقعها كقوة سلام في منطقة تتطلع إلى الأمل أكثر من أي وقت مضى.

أما في الجانب الاقتصادي، فقد حملت الزيارة زخمًا كبيرًا عزز ثقة المستثمرين العالميين بالاقتصاد السعودي. فالسعودية التي تخطو بثبات في تنفيذ رؤيتها 2030، أصبحت مركزًا اقتصاديًا جاذبًا، تتدفق إليه الاستثمارات في قطاعات متنوعة تشمل الطاقة المتجددة، التكنولوجيا المتقدمة، الصناعة، الخدمات اللوجستية، والاقتصاد الرقمي. المباحثات التي جرت مع الشركات والجهات المالية الأمريكية لم تكن مجرد اتفاقيات، بل خطوات إستراتيجية تبني مستقبلًا اقتصاديًا يكون للمملكة فيه دور محوري في قيادة النمو العالمي.

وفي ملف التقنية، تبرز السعودية كقوة صاعدة، تسعى بوضوح لتكون إحدى أهم منصات الذكاء الاصطناعي في العالم. فالشراكات التي ناقشها سمو ولي العهد مع الشركات التقنية الكبرى تعكس رؤية وطنية تضع الابتكار في قلب التنمية. ولم يعد الطموح السعودي يقتصر على استيراد التكنولوجيا، بل على صناعتها وتوطينها وتهيئة بيئة تحتضن المواهب وتنافس على مستوى عالمي.

أما على الصعيد المحلي، فتنعكس هذه الزيارة في صورة ثقة متزايدة بالمستقبل، ودعم للمشاريع الوطنية العملاقة، وتوسيع لآفاق العمل وفرص التنمية. المواطن اليوم يلمس أثر هذه الحراك الخارجي في جودة الحياة، ومستوى الخدمات، وتنوع الفرص المتاحة.

إن زيارة سمو ولي العهد للولايات المتحدة ليست حدثًا سياسيًا فحسب، بل رسالة تؤكد أن السعودية تتقدم بثبات نحو صناعة مستقبلها، وتشارك بفاعلية في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم. إنها دبلوماسية جديدة، تجمع بين قوة الاقتصاد، وصدق المبادرة، ورؤية تتقدم بالإنسان قبل كل شيء.

هذه هي السعودية اليوم..

قوة تصنع التوازن، وتنشر السلام، وتفتح أبواب المستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد