حمد الحمد
علاقتي به محدودة، حيث كان أحد رواد ديوانية بقرطبة، وكان ذلك قبل «كورونا»، لكن في يوم كنت في مرور العاصمة حتى استقبلني ضابط شاب بالترحاب وخدمني بدون أن أعرفه ويعرفني، لهذا كتبت اسم الضابط واسمه مشعل، في تغريدة، إلى أن اتصل بي صالح العنزي، صاحبنا في الديوانية ويقول (هذا مشعل ابني) وشكرته.
واستمرت علاقتنا المحدودة، وفي يوم زرته في ديوانه بالصليبيخات، لكن قبل أيام تألمت عندما علمت خبر وفاة الفريق صالح العنزي، من «الانستغرام»، حيث عاد من الصلاة وتوفي رحمه الله.
صالح العنزي، عرفته وكأني أعرفه من الطفولة، وفي الصيف دعاني لمزرعته في العبدلي ولبيتُ الدعوة.
وفاته خبر صاعق لمحبيه حيث اكتظت مقبرة الصليبيخات بالآلاف من المعزين، وطوابير طويلة استمرت من العصر إلى الساعة الخامسة، وكل من الحضور يسأل مَنْ هذا الذي اجتمعت له هذه الأمة، هل هو تاجر كبير أو شخصية معروفة أو شيخ، والكل لا يعرف، شاركت العزاء في ديوانه وكانت طوابير المعزين مستمرة ليومين.
أحد الشخصيات كتب (كان صالح رحمه الله مثالاً للنبل والأخلاق الحميدة ولم ينقطع تواصله معنا طيلة فترة حياته)، وكتب آخر تغريدة: (رحل عن دنيانا رجل لا يمر اسمه على المجالس إلا مقروناً بالوقار)، وكتب مشاري العيادة، تغريدة (سألت صالح العنزي يوماً عن عمله الحسّاس قال «لم أمد يدي يوماً على أحد، ليس خوفاً من عقوبة إنما خشية من دعوة مظلوم»).
وكتب الشاعر محمد العريعر أبياتاً عدة عن الفقيد:
يضيق صدري كل ما اختفى راس
روس الرجال الغانمة نفتقدها
موجع غيابك وانت فارس ونبراس
وموجود للحاجة للي ما وجدها
غادرنا الفريق المتقاعد صالح غنام العنزي، عن 65 عاماً، وكل المواقع تترحم عليه وتعازينا لمشعل وإخوانه ولعموم الأسرة. نكتب عن إنسان التم الآلاف لوداعه لسيرته الحسنة. وكان يوم 2 نوفمبر في ديواننا، وودّعته على أن نلتقي، ولكن لم أعتقد أنه الوداع الأخير، رحمه الله.

