: آخر تحديث

السياحة والتحدي

1
1
1

موسى بهبهاني

(التحدي الكبير فى حقبة السبعينات)

قامت الدولة برغبة سامية أميرية من سمو الأمير الراحل الشيخ / جابر الأحمد الصباح، طيّب الله ثراه، من تأسيس شركة المشروعات السياحية في عام 1976، من أجل إسعاد ورفاهية المواطنين والمقيمين الشرفاء على أرض الكويت، لتحقيق الحلم الكبير الذي يهدف إلى إقامة خدمات ترفيهية متنوعة وإحياء السياحة الداخلية في البلاد، وكان التحدي كيف سيتمكن القائمون على هذا المشروع على تحفيز المواطنين لقضاء إجازاتهم السنوية في البلاد؟

فالتحدي كان كبيراً خاصة لما يلي:

1/ ارتفاع درجات الحرارة القياسية في الكويت.

2/ التقاليد والعادات في المجتمع.

وقد قبل هذا التحدي المرحوم / صالح شهاب، بإطلاقه (مشروع الترويح السياحي).

بالفعل تمكنت تلك الشخصية الفذة بترك الأثر الطيب وإزالة القواعد الصلبة لبدء التحدي في ظل درجات الحرارة القياسية، في حين راهن الكثيرون على فشل هذا المشروع الحيوي .

إلا إنه لم يلتفت إلى هذه الإحباطات، وتثبيط الهمم، وكسر مجاديف القارب، وتحمّل الهجوم اللاذع والاتهامات الباطلة، ولم يثنهِ كل ذلك عن متابعة عمله المتقن، والإصرار على جعل الكويت - في ذروة الصيف - منارةً لاستقطاب السياح سواءً من الداخل أو الزائرين من الخارج.

لقد سار رحمه الله، بخطوات ثابتة وثقة تامة على ذلك النهج، ونجح فيه بامتياز، بعدما تحوّلت الكويت من بيئة طاردة إلى بيئة جاذبة، اهتم بإقامة أنشطة مختلفة عدة منها الثقافية والفنية والترويحية والغنائية، وتعاون مع الفرق الشعبية الكويتية لإحياء الفنون القديمة من الأهازيج والسامري، والبحري، والعرضة، واستقطب الفرق الفنية العربية والغربية بهدف توفير البدائل والاستغناء عن السفر إلى الخارج في العطلة الصيفية، وإضافةً إلى ذلك إقامة أنشطة ترتيل القرآن الكريم، والأمسيات الشعرية، وإقامة مسابقات الرسم للأطفال، وتمكن من احياء الحدائق العامة في مختلف محافظات الدولة حيث اكتظت بحضور جماهيري كبير.

ولله الحمد، تمكن المرحوم /صالح شهاب من النجاح باقتدار بالرغم من انتقاد المعارضين له وإحباطاتهم التي كانت تأتيه من كل جانب، وتمكن من الوصول إلى ذروة الترويح السياحي في الكويت.

وكان دور إدارة المشروعات السياحة بارزاً في تلك الحقبة حيث تمكنت من بناء وتشغيل ما يلي:

1- جزيرة فيلكا بإقامة المنتجع البحري.(الشاليهات) بالتعاون مع شركة النقل العام لنقل المسافرين من ميناء رأس الأرض إلى جزيرة فيلكا بأسعار رمزية.

2- إقامة منتجع الخيران 1987، ويحتوي المنتجع على 148 شاليهاً مؤثثاً تأثيثاً كاملاً، وتتوافر فيه خدمات متنوعة عدة، ومنها المطاعم والمقاهي والمراكز الرياضية وحمامات السباحة، علماً بأن موقع المنتجع على البحر مباشرة في منطقة الخيران.

3- المدينة الترفيهية (منطقة الدوحة)

افتتحت في عام 1984م. تبلغ مساحة المدينة مليون متر مربع، ما يجعلها من أكبر المدن الترفيهية في الشرق الأوسط وأكبر وأهم المرافق الترفيهية والسياحية في دولة الكويت.

4- الجزيرة الخضراء أسست في عام 1988.

هي جزيرة اصطناعية على مساحة بحرية بلغت 785 ألف متر مربع، وهي الجزيرة الصناعية الأولى في الخليج.

ويربطها بالبر ممر طوله 134 متراً وهي تضم برجاً سياحياً يبلغ ارتفاعه 35 متراً، وقلعة ترويجية للأطفال مجهزة بخنادق وشلالات مائية صغيرة.

5- إدارة أبراج الكويت كواجهة سياحية وحضارية ومَعلم رئيسي في البلاد.

وهي مقصد سياحي للزوار والسياح من مختلف دول العالم، فيها مطعم بأعلى المواصفات العالمية، ومقهى وقاعة احتفالات، فالبرج الأكبر والرئيس الذي يحمل الكرتين يدل على (المبخر)، والبرج الثاني الذي يحمل كرة واحدة يدل على (المرش)، أما البرج الثالث وهو الأصغر فيدل على (المكحلة) «وهي أدوات لها ارتباط بالطابع الثقافي والتراثي الكويتي الممتد حتى وقتنا الحاضر والذي يحكي عن تاريخ البلاد وما تميز به أهلها من كرم وحفاوة».

عودة الريادة لشركة المشروعات السياحية

الآن المطلوب العمل على إحياء مشروع الترويح السياحي والإعداد وضمان قيادة المشروعات السياحية للترويح، والتركيز على تحسين البنية التحتية، وتطوير المرافق لتلبية احتياجات العصر.

المطلوب التوسع بإدارة مشاريع عدة مثل:

1- إحياء الحدائق العامة والتي للأسف أُهملت وهجرها روادها من الأسر الكويتية والأجنبية.

2- استغلال موسم البر والتخييم، خصوصاً في تلك الفترة المتميزة بالأجواء الجميلة بإقامة خيام مجهزة بجلسات تقليدية مستوحاة من التراث، مع مرافق للشواء ومواقع لإعداد المشروبات الساخنة، إلى جانب مساحات خاصة مجهزة للأنشطة الترفيهية مثل كرة الطائرة، وألعاب الأطفال.

3- تخصيص المزارع السياحية في العبدلي والوفرة (كشتة المزارع) لتكون متنفساً للأسرة الكريمة، تُفتح للزوار بهدف الترفيه والتعليم وشراء المنتجات الزراعية مباشرة، والاستمتاع بالطبيعة ومشاهدة النباتات والاستمتاع بالأنشطة مثل مشاهدة المحاصيل الزراعية وأشجار الفاكهة.

4- تخصيص موقع بالجواخير تكون كحديقة للطيور المتنوعة والفراشات والخيل والإبل لتعريف الأطفال بأنواع الطيور وركوب الخيل والإبل، ومعرفة طريقة تربية الحيوانات كالأبقار والأغنام والدواجن.

5- تخصيص موقع بري لقيادة الدراجات النارية والسفاري لمحبي تلك المغامرة البرية.

6- تشجيع السياحة الرياضية باستقطاب الفرق العالمية في مختلف الرياضات لتكون حافزاً لأبنائنا ورفع مستوياتهم الرياضية.

7- استقدام الفرق السيرك العالمية، التي تقدم الأنشطة الترفيهية التي تجذب الجماهير من خلال تقديم العروض المميزة.

8- التعاون مع الفنادق بتقديم عروض أسعار تنافسية ومقبولة بالإضافة إلى برنامج ترفيهي تجتذب العوائل والسياح.

9- تطوير الجزر الكويتية وتخصيص إحداها لتكون وسيلة النقل بها بالدراجات الهوائية وعربات الخيل وتمنع فيها استخدام السيارات، لتكون وجهات سياحية هادئة ومميزة.

10- المطعم العائم هو مشروع سياحي عبارة عن سفينة حديثة أو بوم تراثي يعمل كمطعم عائم على الماء، ويقدم تجربة فريدة تجمع بين تناول الطعام والاستمتاع برحلة بحرية.

ختاماً،

كانت الكويت منارة السياحة في الإقليم الخليجي والمحيط العربي، فالسياحة إدارة وفن، وتعتبر من الاقتصاديات المهمة للدولة، ولله الحمد، الكويت تزخر بالمبدعين والموهوبين والمبتكرين في شتى المجالات الإبداعية، والأفكار كذلك كثيرة لتطوير البلاد.

وحان الوقت لاستعادة شركة المشروعات السياحية دورها الريادي في تنشيط السياحة عبر إستراتيجيات تركز على التطوير والتحديث وإطلاق مشاريع سياحية متنوعة.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد