: آخر تحديث

لماذا تزج بنفسك في أتونها؟

2
2
3

الحوار والنقاش وتبادل المعلومات بين الناس عادات طبيعية وصحية، ولا غرابة فيها، بل هي جزء من النمو البشري. وتبعاً لهذه العادات، يحدث الاختلاف وتتباين وجهات النظر، وأيضاً هذا أمر صحي وإيجابي ومتوقع، بل هو أمر مُسلّم به، ولا جديد، بل يكاد يكون حالة سائدة وحتمية في مختلف المجتمعات. لكن الخلاف أنواع، هناك الاختلاف الصحي، وهناك السلبي، هناك الاختلاف الصحيح، وهناك الاختلاف الخاطئ. ودون أن أدنى شك، فالخلافات متعددة تبعاً لتعدد تلك المواضيع، وتبعاً لرؤية ووجهات نظر كل طرف، بل حسب درجة أهمية كل موضوع عند مختلف الأطراف. على سبيل المثال، هناك فئة تجد أن موضوعاً ما مهم لدرجة قصوى، وفئة أخرى تنظر للموضوع نفسه بدرجة أقل أهمية، وهذه واحدة من أهم أسباب وقوع الشجار، ولا أقول الاختلاف.وبالتالي، نفهم من هذا المثال أن الحوار أوالنقاش يجب أن يكون مع من يشاركك همومك، ومع من يجد هذا الموضوع حيوياً ومهماً مثلك تماماً. أيضاً من الأهمية التنبه إلى أن الهدف من النقاشات هو الوصول لحلول، وتجنب الأخطاء، ومحاولة تقوية الموضوع، لتكون النتائج وفق المأمول.نحن نغفل أيضاً عن سبب طرح الموضوع للنقاش، فقد يكون أحدهم يشكو ما يثقل كاهله، ولديه حاجة لتخفيف الضغط عليه، ويجد في الكلام مخرجاً وراحة، هو لا يبحث عن حلول، ولا يعرض الموضوع من أجل البحث عن مخارج ورؤية مختلفة، ومع أنه تحدث بكلمات موجزة وسطحية، يبدأ البعض ممن هم معه في المجلس، بالإدلاء بآرائهم ووجهات نظرهم، ما يفاجئ صاحب الموضوع، خاصة إذا لم تكن تلك الآراء متوافقة مع رؤيته أو رغبته، لذا، من الطبيعي أن تحدث حدة، ويعلو الصوت.مثل هذا السيناريو واقع في حياتنا بصور مختلفة ومتباينة، من المهم الوعي بها، ليس بالضرورة أن نشارك في كل حوار ونقاش عام في المجالس التي نحضرها، ولنتذكر أن الصمت هيبة ووقار، والانزلاق في حوار غير مفهوم جيداً بالنسبة لك يقلل من شأنك ومن علمك وثقافتك، بل يجعلك عرضة لكلمات قاسية، وردود فجة، غير مبررة.في بعض المجالس، لا ضوابط على ما يطرح من مواضيع، ولا ضوابط للحوار والنقاشات، لماذا تزج بنفسك في أتونها، وتقحم معرفتك وثقافتك في جحيمها؟ www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد