تعددت تعريفات أو تفريعات القانون الدولي، أحدها القانون الدولي الإنساني، هذا القانون يدخل كافة الدول بلا تأشيرة مع استثناء إسرائيل، حيث لا يسمح له في هذه الدولة الاستعمارية حتى بطرق الباب، موسوعة غينيس للأرقام القياسية فاضت بالقرارات التي تدين إسرائيل، لكن الحل لدى إسرائيل ليس تطبيق هذه القرارات وإنما مقاطعة الموسوعة! ليت الأمر يتعلق بالموسوعة، لكن إسرائيل بحكم أنها فوق القانون تستطيع أن تفرض رغباتها بل قراراتها على المنظمات الدولية وآخرها كان منع الوفد الفلسطيني من المشاركة في اجتماع الأمم المتحدة الذي سيناقش قضيتهم!
عندما يتعلق الأمر بإسرائيل تبرز الأسئلة: من يحمي القانون الدولي؟ من يطبق العدالة الدولية؟ من يعاقب من؟.
القوانين الدولية وضعت والهدف مصلحة الجميع لكن تطبيقها قد يطبق على الجميع إلا إسرائيل، فالهدف هنا هو إرضاء إسرائيل، في اختبار غزة فشل المجتمع الدولي، بح صوت العدالة وحقوق الإنسان، امتلأت المجلدات بعبارات عن القوانين الدولية وعبارات التنديد، الرد الإسرائيلي يأتي بتزايد أعداد القتلى والجوعى والمشردين وبناء المستوطنات، استمرار الإبادة، وأصحاب القرار في مجلس الأمن يبحثون عن فرصة أو خطوة شكلية تقود إلى جائزة نوبل للسلام! سلام لم يتحقق ولن يتحقق إلا بالعدالة.
سيقال للباحثين عن جائزة نوبل للسلام: أين السلام في غزة، في ليبيا، في السودان، في لبنان، في أوكرانيا، في الصومال، وغيرها كثير؟ قبل سنوات ظهرت أغنية بعنوان (نحن العالم، نحن الأطفال) باللغة الإنجليزية شارك فيها مجموعة من الفنانين بقيادة المغني المشهور لينول ريتشي وزميله مايكل جاكسون، أغنية تتعاطف مع الأطفال الجياع في أنحاء العالم. أسمعها اليوم وكأنها تتحدث عن أطفال غزة، ثم يا للمصادفة أفتح التلفزيون فأجد بعض زعماء العالم أعضاء مجلس الأمن يؤدون نفس الأغنية (بواسطة الذكاء الاصطناعي)، وكأن صاحب الفكرة يرسل رسالة إنسانية تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته بإنقاذ أطفال غزة وتحويل الأقوال إلى أفعال ومحاسبة المتسبب في مأساتهم.
في اختبار غزة انكشفت تلك الدول الكبرى التي تحاضر على العالم عن الحرية والقانون الدولي وحقوق الإنسان والعدالة، فشل مجلس الأمن، ونجحت دول إنسانية في إيصال الغذاء والدواء إلى المحاصرين في غزة بالجوع والصواريخ.
اختبار غزة يوقظ العالم ليواجه حالة لا تنتظر التأجيل من أجل وقف الإبادة، حالة طارئة عاجلة تنتظر القرارات العاجلة وليس إضاعة الوقت بالمفاوضات والمساومات والعبارات الدبلوماسية.
اختبار غزة أبرز للعالم عدالة القضية الفلسطينية وتعاطف الشعوب، كما كشف أطماع إسرائيل وعجز المجتمع الدولي على تطبيق القرارات الدولية التي تخص إسرائيل.
اختبار غزة يذكر العالم بالحل العادل الشامل الذي طرحته المملكة وتبنته الدول العربية، حل السلام، حل الدولتين، كيف تعترض دول تصنف نفسها من دول العالم الحر على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين؟! لا يعترفون بحق فلسطين بدولة مستقلة، وينتظرون السلام!، العالم ينتظر تحرير البرلمانات الدولية.