سهوب بغدادي
لطالما عهدنا عبارة «يخلق من الشبه أربعين»، وقد تحد من يشبهنا على أرض الواقع -قلبًا- فليس من الصعب أن تجد شخصًا يشبهك في هذه الحياة في ملامح وجهه، خاصةً في عصرنا الحديث، عصر الفلاتر وعمليات التجميل، التي وضعت البشر ضمن إطار متعارف عليه، إلا أنَّ الصعب أن تجد شخصًا يشابهك -قلبًا- أي داخليًا وروحيًا وفي صفاتك وتوجهاتك، لذا عندما نكون في مجلس أصدقاء ونسمع التعليقات الجادة حول وجود شخص يشبهك فهذا يحلف بأنه رأى شخصًا في مكان ما يشبهك تارة وذلك يؤكد أنّ أحد أقربائه يعتبر نسخة منك تارةً أخرى، وأنت لا تكترث بذلك سوى ساعات قليلة ثم تأخذ الحياة منحاها المعتاد، في المقابل، من يخبرك أنَّ شخصًا ما يشابهك في الطباع أو الشخصية وما إلى ذلك، سيثير في نفسك الدهشة أولاً وستشتاق إلى أن تتعرَّف عليه عن كثب، على عكس من يشبهك في الشكل، ففضولك قد لا يتعدى الرغبة في رؤية صورته، وعلى الأغلب من يشبهوننا -على حد تعبير الآخرين- لا يشبهوننا سوى في أعينهم، ونكتفي بمجاملتهم بابتسامة صفراء وإيماءة رأس مخافة أن ينكشف رأيك الحقيقي في قدراتهم التشبيهية! لا يهم أن تشبه أحدًا أو أن يشبهك أحد في الشكل، فالأهم أن تجد روحًا تلمس روحك وقلبًا يشبه قلبك.
«في زحمة التشابه.. حافظ على اختلافك»