: آخر تحديث

التطوع في تنمية المدن

5
6
6

هيلة المشوح

تتجه المدن الحديثة نحو أنسنة التنمية، من خلال تمكين الفرد من الإسهام في تشكيل البيئة التي يعيش فيها، وتعزيز دوره كمشارك لا كمستهلك للخدمات، وتبرز قيمة هذا التوجه في المبادرات التي تسعى إلى غرس الوعي وتحفيز المشاركة المجتمعية، فهي أدوات حقيقية لدعم التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.

لقد انطلقت إحدى هذه المبادرات لتؤكد أن التطوّع ممارسة مستمرة تتكامل مع الأدوار الرسمية، وتربط الفرد بمحيطه بشكل أكثر وعياً ومسؤولية، فتقديم الجهد من أفراد المجتمع يسهم في بناء بيئة حضرية نابضة، ويجعل من الحي مساحة حياة لا مجرد مكان للسكن.

صيغت المبادرة بأسلوب مرن يراعي تنوّع المهارات والاهتمامات، إذ يستطيع كل فرد أن يشارك من موقعه في أنشطة إسكانية أو مبادرات حضرية، وهذا يعزّز شعور الانتماء ويمنح الجميع فرصة التأثير الإيجابي.

ورغم أن المشاركة المجتمعية ليست جديدة، فإن تنظيمها ضمن إطار منهجي وتوفير أدواتها التقنية والتنظيمية يُعدّ نقلة نوعية في العلاقة بين المواطن وبيئته، وهذا يدفع إلى إعادة التفكير في دور الفرد، ليس كمجرد متلقٍ، بل كعنصر فاعل في تطوير المدن وصياغة ملامحها.

وهنا تتجلى أهمية أن يشعر كل مواطن بأن جهده مقدّر، وصوته مسموع، وسعيه يصنع فرقاً، فكل مبادرة، وكل ساعة تطوعية، وكل فكرة تُسهم في التغيير، هي خطوة في طريق مدينة أفضل، وهذا الطريق لا يمكن أن يُرسم دون إيمان عميق بأن التنمية لا تنجح من دون الناس، وأن وعي المجتمع هو أساس المدن المزدهرة، وهذا ما تؤمن به وزارة البلديات والإسكان في المملكة العربية السعودية بإطلاق مبادرة «تطوعك يبني مستقبلك»، والتي تهدف إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي كأحد مرتكزات التنمية المجتمعية المستدامة، وتعزيز مشاركة الأفراد في تحسين المشهد الحضري ورفع جودة الحياة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد