أكاد أجزم أن الأهلي هو النادي الوحيد الذي لم أسمع له حسا في فترة الانتقالات الصيفية وشاهدنا كيف تنجح إدارته في إبرام الصفقات المثالية التي يحتاجها الفريق الأول لكرة القدم وإنهاء عقود بعض الأسماء أبرزهم فيرمينو وفيقا وكان إدارته نجحت في احتواء صوت المدرج لصالح الاستقرار.
هدوء أهلاوي على غير المعتاد وغير ما كان عليه الفريق في فترة الانتقالات الصيف الماضي وردة فعل جماهيره الغاضبة تجاه «التجاهل» الذي وجده ناديهم قبل أن يتم إكمال القطعة الناقصة التي كان يحتاجها الفريق في الفترة الشتوية بالتعاقد مع البرازيلي جالينو قادما من بورتو البرتغالي.
ولعلي أتذكر ردة فعل المدرج ذاته تجاه محبوبهم مدرب الفريق الأول يايسله وكيف أنه وقف ضد قرار تسريحه فقط لمجرد أنه كان يطالب بحقوق فريقه من تعاقدات وإحضار نجوم مميزين لعلاج خلل التركيبة الفنية واليوم تنجح إدارة الأهلي في تمديد عقد يايسله موسمين إضافيين لمواصلة النجاح الذي يقوده هذا المدرب حتى الآن.
بصراحة الأهلي يسير بهدوء وصمت وهذا ذكاء إداري في التعامل مع الظروف المختلفة التي يمر بها النادي وقد أكون محقا أو مخطئا في تحليلي للموقف بأن إدارة شركة النادي الأهلي نجحت في عزل فريق كرة القدم عن كل القضايا التي يمر بها النادي ومن أجل ذلك لا تجعل أحدا يفتش في السلبيات ويبحث عن خلق مشاكل توثر في الاستقرار الذي يعيشه الأهلي.
والغريب في الأمر الملاحظ أن الأهلي هو أقل أندية روشن من الأربعة الكبار الذي يرشحه النقاد لتحقيق لقب دوري روشن على الرغم من الأهلي واقعيا ووفق الإمكانيات يعتبر أكثر ناد قادر على المنافسة وتحقيق القاب البطولات للموسم الحالي وتحديدا الدوري رغم أنه طويل ويحتاج إلى نفس طويل أيضا.
الأهلي أمام تحدّ كبير للرد على كل من يرى أن الأهلي بوضعه الراهن لن يفعل شيئا وأن كل البطولات ستكون محصورة بين الهلال والنصر عطفا على التحركات في الناديين والعناصر الموجودة في كل ناد رغم أن الاتحاد جار الأهلي ليس ببعيد عن المنافسة وربما استبعد لظروفه الحالية وعدم الاستقرار الفني والإداري.
الهدوء والصمت يعتبر ميزة لأي فريق يسعى للمنافسة وفعلها الأهلي من قبل في نخبة آسيا عندما راهن الكثيرون على أن الهلال أولا والنصر ثانيا الأقرب لتحقيقها حتى جاء الأهلي بهدوء ليلغي مقولة الآسيوية صعبة قوية ويحقق أول بطولة آسيوية بمسماها الجديد المميز وهو دوري أبطال آسيا للأندية النخبة.
الأهلاوي العاشق والأهلاوي الحقيقي هو الذي يستطيع أن يحافظ على هذا الهدوء والاستقرار ويتجنب الصراعات التي كسرت ظهر الأهلي في سنوات مضت ولطالما أن الاستقرار يسير بالأهلي فنيا بشكل مميز فمن يحب الأهلي يجب أن يحافظ على الهدوء داخل البيت الأخضر.
نقطة آخر السطر:
هل سنقول إن علة اتحاد القدم زالت برحيل إبراهيم القاسم، شخصيا أشك في ذلك وأشك أن يكون خلل الاتحاد نتيجة أخطاء فردية، بل هو عمل يخص منظومة متكاملة تبدأ من الرئيس إلى أصغر عضو واستقالة القاسم وحدها لا تكفي أبدا.