: آخر تحديث

عطونا فرصة

4
2
3

أحمد المغلوث

كل مجتمع في العالم يعاني من ظاهرة تسيد البعض خلال تواجدهم في اجتماعاتهم الأسبوعية أو حتى الشهرية أو اجتماعات العمل، فترى أحدهم يسرق وقت هذا «الاجتماع» أو ذاك بدون أن يعطي أحدهم الفرصة للحديث أو التعليق، بل هناك من يستمر بكل «بجاحة» وهو يردد يا أخي دعني أكمل. لم أنته بعد.

وعادة ما يتوتر هذا الاجتماع أو تلك الندوة أو حتى لقاء الأصحاب وأفراد الأسرة الذين جاؤوا من أقصى المدينة من أجل الاستئناس ببعضهم لبعض ومعرفة كل ما هو جديد لديهم. ولكن، وما أصعب ولكن هنا. تجد «المسيطر» على الحديث واحد يسترسل في شرح الكثير من جوانب حياته وما قام به مؤخراً، وكم ساد الوجوم والضيق وحتى الانسحاب بذكاء من هذا المجلس أو ذاك؛ فالوقت الذي جلس فيه بات كأن يشاهد فيلما قميئا لا فائدة منه، ومكره أخاك لا بطل، وبالتالي يتابع مشاهد « طخ ومطاخخ» إذا جاز التعبير.. والحضور وأمرهم على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا يمكن لأحدهم أن يقاطع هذه المحدث المسهب بل والمهذار..

يحدث مثل هذا في المجالس الخاصة وحتى العامة، بل وحتى داخل اجتماعات مجالس الإدارات والهيئات المختلفة التي تسعى هامة لمناقشة مواضيع حيوية تخدم المجتمع، لكن أمثال هذا المهذار. ويا للعار. يتصور نفسه حكيم قومه فلا رأي إلا رأيه، وعلى الجميع السمع الطاعة سيدي، وكم كان لدى المشاركين في هذا الاجتماع الخاص، أو العام من لديه فكرة سديدة لم يتاح له عرضها أو مناقشتها بسبب سيطرة البعض الذين يمررون آراءهم من خلال السيطرة على هذا الاجتماع أو ذاك..

لقد ابتليت المجتمعات في العالم بأمثال هؤلاء الذين يتميزون بأنانيتهم وحبهم للسيطرة على أي اجتماع خاص أو عام. وكم فشلت قرارات عديدة في الجمعيات والإدارات المختلفة في دول العالم لأن هناك من لا تتاح له فرصة للإدلاء برأيه مع أن رأيه في موضوع المناقشة كان رأيا حصيفاً ومتميزاً.. بل هناك بعد توفيق الله وانتقاله لمنطقة أخرى راح ينفذ أفكاره في المنطقة التي بدأ العمل فيها فنجحت أفكاره، وما زالت حتى اليوم من الأعمال التي يقال عنها مفيدة وخالدة، والمشكلة التي تعاني منها المجتمعات في العالم هي سيطرة البعض في مجالات حيوية وهامة، وترك الحبل على قارب هذا المسؤول والذي ما يقوله هو «الماشي» وعلى الجميع السمع والطاعة ولو كان مشروعه أو حتى أفكاره فيها خراب «مالطا» كما يقال..

وكم ضاعت مشاريع خسرنا عليها الملايين لأننا لم نناقشها كما يجب ورحنا نجامل رأي هذا المسؤول الذي بحكم إدارته ومسئولياته وخوف أعضاء الاجتماع أو اللجان من سعادته أن تنفذ مشاريع لم تحقق الاستفادة الحقيقة والمطلوبة.. كم خسر الوطن من مئات الملايين في تنفيذ جسور المشاة في بعض المدن وكان من المفروض أن تنفذ أنفاق بدلا منها، كما في العديد من عواصم العالم. فهل الرجل الكبير في السن يستطيع الصعود درج هذا الجسر أو ذاك الكبري ولو أتكأ على عصاه لكن من السهل عليه المرور عبر نفق مضاء بسهولة ويسر أليس كذلك..

مجتمعنا بحاجة لمن لديه الأفكار التي تثري الوطن.. إن أفكار هؤلاء تستطيع أن تنطلق بسرعة لتحقيق الأفضل بحكم ثقافتهم ومواهبهم وهم موجودون في كل منطقة في بلادنا لكن يبدو أن (زمَّار الحي لا يطرب) كما قيل منذ القدم.. ولن أزيد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد