عبده الأسمري
ما بين متون «الصبر» وشؤون «الجبر» مضى يقطف ثمار «الطب» في مواسم «القرار» وبين مراسم «الاستقرار» موجهاً بوصلة «أحلامه» شطر «الكفاءة» التي شكلت له دهرين من «السمعة» أحدهما للثبات والآخر للإثبات.
رتب مواعيد «البشائر» على أسوار «الصحة» متخذا ً من بصائر «التفكير» مهراً قدمه في «أعراس» المناصب ليشهد «مصائر» «التدبير» أمام مرأى «الواقع» في سيرة تعطرت بأريحية «التشاور» وتسطرت بحيادية «الرأي».
أجاد «اللعب» بمهارة في صفوف «البارعين» كمسؤول «أساسي» أجاد توزيع «الخطط النوعية» لصناعة «أهداف» التنمية من خلال عقلية جمعت ما بين حد الفكر وبعد النظر حتى وقف على خطوط «السبق» حاصداً عبير «التفاني» وموزعاً أثير «التهاني» بين ثنايا «الذاكرة».
إنه معالي المشرف العام على العيادات الملكية ورئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي سابقاً الدكتور فهد بن عبدالله العبد الجبار أحد أبرز القياديين الصحيين في الوطن..
بوجه نجدي تتوارد فيه علامات الجد والحزم مع تقاسيم «سديرية» بحكم «النشأة» تتقاسم الشبه بين والده وأخواله من أسرة «الحقيل» وعينان تسطعان بنظرات «التدبر» ولمحات «التفكر» وأناقة تعتمر «رداء» الطب «الأبيض» في ممارسات المهنة والأزياء الوطنية الفاخرة في مدارات الحرفة مع شخصية باهية الحضور زاهية التواجد قوامها سمات نبيلة ومقامها صفات أصيلة مسجوعة بحسن الخلق وطيب المعشر وصفاء القلب ونقاء السريرة وكاريزما تتكامل ما بين مهارات ذاتية وإمكانات بشرية ولغة مزيجة ما بين إنجليزية عميقة وعربية فصيحة في ميادين العلم ومضامين العمل ولهجة بيضاء في مرابع العائلة ومواقع الأسرة ومخزون خبرة ومكنون معرفة قضى العبد الجبار من عمره عقودا وهو يؤسس الأمنيات في دروب الصحة ويؤصل المنجزات في شواهد التكليف رافعاً راية «التخصص» ومحققاً غاية «التمكين» طبيباً وقيادياً وريادياً ومسؤولاً ومستشاراً اعتلى صرح «النماء» بواقع «العلا» ووقع «المعالي».
في المجمعة الدرة الساطعة في عقد «سدير» الماكث في قلب «نجد العذية» الزاخرة بتخريج «الأطباء» وزف «النبلاء» إلى محافل «الضياء» ولد عام 1942 في نهار شتوي مجلل برونق «النبأ» ومكلل بجمال «القدوم» وامتلأت منازل عائلته «عريقة النسب» و»أصيلة السلالة» بتعابير «المباركة» وتباشير «المشاركة» ودوت أصداء «الأهازيج النجدية» الموسومة بالفرح في أنحاء قريته المكتظة بأنفاس الطيبين ونفائس الأولين.
أطلقت عليه أسرته اسم «فهد» تيمناً بومضات الاسم الملكي وارتباطه بفخامة «المسمى» وأناقة «المعنى» وتجرع الطفل «الصغير» في عامه الرابع ويلات «اليتم» بعد وفاة والده في وقت كان «جاهلاً» بمواجع الموت وفجائع الفقد سوى من «ومضة» غرابة استعمرت وجدانه من مشاهد «البكاء» في محيطه وشواهد «الحزن» أمام ناظره وظل ينتظر «نهاية» هذا المشهد الذي عرف تفاصيله المغيبة في سنوات لاحقة.
ارتمى في أحضان والدته السيدة الفاضلة ذات «الصدى» الفريد بين قريناتها والمرتبط بسمو أخلاقها ونبل تعاملها حيث سدت «فراغ» الأبوة بموجبات «العطف» وعزائم «الحنان» التي ملأت قلبه برياحين «الأمان» ورسخت في طريقة «عناوين» الامتنان.
تولى أخوه «عثمان» مسؤولية تعليمه ورعايته وكان له بمثابة الأب والصديق والأخ والموجه والذي ألحقه بالدراسة الابتدائية في مدرسة بلدته ومضى ينهل من يومه «الدراسي» مناهج من «التعلم» دفعته إلى «كشف» أسرار «نبوغه» الباكر والذي ظل حديث معلميه وحدث زمنه حيث استمر يوزع أسئلته في «مناسبات» أسرته باحثاً عن «أجوبة» ترضي غروره الباكر وتشبع فضوله المبكر حول ظروف الزمن ومعالم الغد.
نظراً لظروف عملية انتقل العبد الجبار مع أسرته إلى الرياض وتفتحت عيناه على «أبعاد» أوسع في العاصمة التي ظلت تحتضن ضيوف «الاتجاهات الأربعة» في مركز «الطمأنينة» وارتكاز «التنمية».
ركض العبد الجبار مع أقرانه بين أحياء الشميسي والمعذر وعليشة متنفساً عبير صباحات «الرياض» الندية ومستنشقاً نسيم فضاءات «المدينة» الحالمة كاتباً في كراسته «الملونة» مواعيد الأماني على بوابات «الحنين» وموقعاً على هواياته وأمنياته بخربشات أولى تحولت إلى «توقيع» عامر بومضات المكانة والتمكن في المستقبل.
أكمل دراسته المتوسطة والثانوية وأتمها بنجاح وكان من الأوائل على مستوى الوطن مما منحه فرصة الابتعاث إلى مصر لدراسة الطب في جامعة القاهرة والتي أمضى فيها عاماً «واحداً» في السنة التحضيرية ثم عاد إلى السعودية بعد انقطاع بعثته نتيجة الظروف السياسية في ذلك الوقت ثم أعيد ابتعاثه إلى جامعة «لاهور» في باكستان التي حصل منها على درجة «البكالوريوس» في الطب بتميز.
عاد إلى أرض الوطن والتحق بالعمل معيداً بكلية الطب بجامعة الملك سعود ونظراً لتميزه تم ابتعاثه مجدداً لإكمال دراسته الطبية بالخارج ثم تم تعيينه على درجة أستاذ مساعد في كلية الطب، ثم استشاري في مستشفى الملك عبد العزيز ومستشفى الولادة والأطفال ثم صدر قرار بتعيينه وكيلاً لكلية طب الأسنان، ثم وكيلاً لكلية الطب، ثم عميداً لكلية الطب ثم تم تعيينه على منصب المدير التنفيذي لمستشفى الملك خالد الجامعي حيث ساهم خلال تسلمه مهامه في إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة وشهد المستشفى تطوراً كبيراً في العمل الطبي والفني.
وفي عام 1982م صدر القرار بتعيينه مديرًا عامًا لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والذي أمضى فيه سنوات حافلة بالتميز والعطاء وصناعة «الإنجاز» وظل في منصبه حتى تقدم باستقالته عام 1991 حيث عين مديرًا تنفيذيًا عامًا لمستشفى الملك فهد للحرس الوطني حيث ساهم العبد الجبار في تأسيس «منظومة» من الأداء والانتقال بالمستشفى إلى مراكز متقدمة في كل المجالات ومنها تأسيس مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه مستشارًا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله ومشرفاً عامًا على العيادات الملكية.
وفي عام 2008م تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي.
مسيرة طويلة واجه خلالها العبدالجبار الكثير من التحديات واجتاز وسطها العديد من العقبات وكان طوال حياته العملية مثالاً للمسؤول «المنصف» والقيادي «الحازم» والمدير الموجه حيث سخر مهاراته وقدراته في تأهيل الأطباء السعوديين وتعزيز دور الأداء الذاتي في تشغيل المستشفيات وكانت له آراؤه وصداماته مع «الشركات الأجنبية» التي رفض تواجدها آنذاك في معترك «العمل التشغيلي» حرصاُ على ترشيد المصروفات والاستعانة بالخبرات الوطنية الأمر الذي أسهم بفاعلية في «تسجيل الإنجازات» من جهة وظهور «جمع» من المعترضين والمختلفين معه من جهات أخرى.
دعم العبد الجبار عمل المرأة بشكل لافت في القطاعات الصحية وكان يؤيد تواجدها وراهن على تميزها.
فهد العبد الجبار.. الطبيب الملكي والقيادي البارع صاحب البصمات المضيئة على صفحات «السخاء» المهني والإضاءات الساطعة في اتجاهات «العطاء» التنموي.