: آخر تحديث

مسرحية الحياة

3
3
4

عبد الله سليمان الطليان

في كل مجتمع في هذه الحياة يعيش صراعا ومنافسه بين أفراده، في تحصيل المال وكسب الرزق وحب التفوق الاجتماعي الذي طغى على عصرنا الحالي، وهذه سنة الله في خلقه منذ وجودهم، هذا التحصيل له طرق متنوعة ومتعددة، منها ما يأخذ جهدا ومشقة ومنها ما يتم في يسر وسهولة، يكون للتعلم والثقافة والتقليد والخبرة والعادات دور كبير أحيانا، وكذلك البئية التي يعيش فيها الأفراد الذين ينطلقون من بزوغ الفجر حتى آخر النهار كما هو معتاد وهناك حالات استثنائية تجبر العمل في أوقات مختلفة، ولكن قدوم المساء هو السبات والراحة عند الأغلبية، أحيانا وقبل هذا يكون هناك مراجعة التحصيل وما تم تحقيقه من الربح، الذي يكون عند بعضهم قناعة ووفق طبيعة العمل أو يغلب على آخرين منهم الطمع والجشع فلا يرضوا بما حققوا من كسب.

سوف أجعل من هذا الصراع مسرحية تعرض كل يوم والتي لن تنتهي بين الناس، بين ممثل ومشاهد وهما محور هذا الصراع، السؤال الذي أطرحه هل جميع المواقف التي تمر عليك في تحصيلك للمال، تقوم فيها على التمثيل وتصنع دورا ينم عن حب الاستغلال في أبشع صوره بعيدا عن العمق الإنساني، وتجعل من هذا قوة لتحقيق بروز وتفوق اجتماعي، نعم لقد أديت الدور كممثل بكل إتقان وحصلت على المال، ولكن هل تعتقد أنك خدعت المشاهد وربحت الكثير؟ أبدا، لا بد أن تجد نفسك مع هذا الصراع في مكان المشاهد الذي كان يتفرج عليك وأنت تمارس الخداع عليه وممعن في طمعك وجشعك، فتجد نفسك أمام مشاهد يقوم بالتمثيل عليك ويستغلك مهما بلغت درجة ذكائك وحنكتك.

أخيرا.. لأن نسدل الستار سوف تبقى مسرحية الحياة تعرض دائما بين ممثل ومشاهد، تتنوع وتتغير فيها المشاهد مع مرور الوقت، ويظل الصراع باقي بين ممثل ومشاهد يحكمه المال وكيفية الحصول عليه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد