: آخر تحديث

الريادة الإلكترونية

6
6
4

بجهود رسمية واضحة، ورؤية تستشرف المستقبل، نجحت المملكة في إعادة كتابة التاريخ العالمي للرياضات الإلكترونية، وتخصيص صفحات منه، توثق سلسلة الإنجازات السعودية، التي تحققت أخيراً، من خلال تنفيذ خطط وبرامج، أثمرت عن جعل المملكة وجهةً عالميةً، يقصدها محبو هذه الألعاب وصانعوها من دول العالم، هذه النجاحات ما كان لها أن تتحقق بهذه الوتيرة السريعة والمُذهلة، لولا أن المملكة اعتمدت الابتكار والتطور التكنولوجي طريقاً رئيساً يحقق لها أهدافها في هذا القطاع.

وفي وقت مبكر من إطلاق رؤية 2030، اهتمت المملكة بالرياضات الإلكترونية التي يعشقها الملايين حول العالم، وفي مقدمتهم السعوديون، فضلاً عن أهمية هذه الألعاب في تواصل المجتمعات، ونشر الثقافات المختلفة، لذا حرصت المملكة على النهوض بهذه الرياضات، وتطويعها لخدمة الاقتصاد الوطني، وقاد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان هذا الاهتمام بنفسه، وترجمه بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، قبل أن يُطلق سموه بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وفيها حققت الفرق السعودية نتائج مُبهرةً، بحصولها على المراكز الأولى، في إطار مشهد استثنائي، أسهم كثيراً في تعزيز السياحة، وتنويع الاقتصاد، وتنمية القطاعات الواعدة.

النتائج المبهرة للفرق السعودية في كأس العالم للرياضات الإلكترونية، بعثت برسالة مهمة إلى الجميع، بأن المملكة اتخذت قرارها بالسيطرة على هذا القطاع، وتحقيق سلسلة من الإنجازات والنجاحات المتتالية فيه، يساعد على ذلك، وجود بنية تحتية قوية لهذه الألعاب، من خلال استثمارات ضخمة، ومبادرات طموحة، تهدف إلى تحويل الرياضات الإلكترونية إلى صناعة وطنية رائدة، تُدر دخلاً على المملكة، وتوفر فرص العمل لأبنائها، وهو ما حدث أثناء منافسات كأس العالم في الرياض.

يبقى التقدم السريع والمتقن الذي أحرزته المملكة في صناعة الرياضات الإلكترونية وتطويرها، أحد أبرز الشواهد على إصرار الموطن السعودي على التألق متى ما أراد ذلك، بيد أن هذا التألق لم يكن عشوائياً، وإنما جاء وفق مبادئ واضحة، لم تقتصر على ابتكار ألعاب تراعي احتياجات السوق السعودي فحسب، وإنما ركزت على تطوير ألعاب ذات محتوى محلي، يناسب الثقافة والتقاليد السعودية، إلى جانب توفير منصات تدريبية، وتطويرية تكسب المواهب الشابة المهارات اللازمة في تصميم وتطوير الألعاب، كما راعت أهمية توفير ألعاب تناسب الفئات العمرية المستهدفة، بحيث تشمل الألعاب التعليمية والترفيهية للأطفال والكبار على حد سواء، والتمسك بهذه المبادئ، يضمن نجاح هذه الألعاب وانتشارها، مع استدامة الأرباح التي تحققها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد