خالد بن حمد المالك
ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة أن يقوم المجرم (بن غفير) وزير الأمن القومي الإسرائيلي باستباحة المسجد الأقصى، وتدنيسه بحماية من الأمن الإسرائيلي في استفزاز لمشاعر المسلمين، وأن يطلق لسانه القذر بالدعوة إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، وإعادة إسرائيل إلى احتلاله، متجاوباً مع وزير آخر طالب بإلقاء قنبلة على قطاع غزة لمسحه ومن فيه من الوجود.
* *
لقد انتهك هذا الإرهابي حرمة المسجد الأقصى، وأساء إلى قدسيته، وتصرف بما يُجرَّم عليه، ويُحاسب عنه، ولكن أنَّى أن يحدث هذا والولايات المتحدة الأمريكية لا يصدر عنها ما يُنكر عليه فعله، ودول العالم، وتحديداً الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن تلتزم الصمت؟
* *
إن عملاً مشيناً كهذا، لا يحترم الديانة الإسلامية، ويسيء إلى ثالث الحرمين الشريفين، وفي تصرف كريه من إرهابي قاتل، إن لم يُؤخذ على يديه، ويُقتاد إلى العدالة، ويُعامل كرجل غير سوي، لحماية الناس من شره، والمقدسات وحرمتها من تدنيسها، فهي شهادة على نفاق العالم، ومشاركته في هذه الجريمة التي تتكرر.
* *
وأمريكا التي تعاقب نفراً من أفراد السلطة الفلسطينية، وهي تعرف أنهم ضد حركة حماس، وضد أحداث السابع من أكتوبر، وأنها لا تقوم بأي رد فعل أمام مجازر إسرائيل في غزة، وتُطالب حماس بتسليم سلاحها، ولا تبدي أي مقاومة للاحتلال، فإنها في المقابل لا تُعاقب أعضاء في حكومة إسرائيل، وبينهم وزير الأمن القومي، بما يؤكد غياب للعدالة لديها.
* *
وليس هناك من يماثل وزير الأمن القومي في إسرائيل سوى وزير المالية في هذه الحكومة المجرمة، فقد رد على قرارات مؤتمر حل الدولتين، واعتراف دول جديدة بالدولة الفلسطينية، وبينها بريطانيا وكندا والبرتغال إلى جانب فرنسا بالاحتفال بإقامة مستوطنة إسرائيلية جديدة بالضفة الغربية، ولا من عقوبات أمريكية.
* *
تدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، وإطلاق الشعارات المعادية للفلسطينيين من باحاته من وزير في حكومة العدو، تقابله أمريكا بالصمت، ودون عقاب، واستمرار الاحتلال بإقامة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، تمهيداً لاحتلالها، لا ترى أمريكا أنه يستحق الرد منها، فيما هي تتبع أي كلام من أي مسؤول في السلطة وتعاقبه إذا كان كلامه يُغضب المحتل الإسرائيلي.
* *
أكثر من مليار مسلم في عدد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية لا يصدر منها فيما عدا قليل من الدول استنكاراً لهذا الفعل المشين الذي يمس مكانة المسجد الأقصى وحرمته من عبث بن غفير واستفزازه لمشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وليس المسلمين في فلسطين المحتلة فقط.
* *
أما مجلس الأمن، وما أدراك ما مجلس الأمن، فقد قوَّض (الفيتو) الأمريكي سلطته ومهابته وقدرته على ضبط السلم في العالم، ولا يُرجى منه كثيراً في منع الاحتلال من التطاول على مكانة المسجد الأقصى، فضلاً عن إيقاف سيل الدماء بين الفلسطينيين في قطاع غزة التي تجري يومياً أمام أنظار العالم، وهو ما أعطى الفرصة لتمادي الإسرائيليين في مثل هذه الأعمال المشينة، والتصرف بعدوانية لثقتهم بالأمان من أي عقاب، ما بقيت أمريكا تحميهم، وتدافع عنهم، وترفض المساس بهم.