: آخر تحديث

كأنَّ شيئاً لم يكن

6
6
5

عثمان بن حمد أباالخيل

الناس من حولك مختلفون في حدة وضعف ردود أفعالهم أو أقوالهم، هناك من يكون كحِدة السيف، وهناك من يبتسم وكأنّ شيئاً لم يكنْ، هذه هي طبيعة البشر وإن اختلفوا في كل شيء. نسمع ونرى ونقرأ ما يدور من حولنا من تصرفات من بعض الناس وكأنهم ليسوا من هذا الكوكب الذي بدأ يمِلْ من تناقضات الناس.

هناك من يتألّم ويذرف الدموع من تصرفات لمْ يكن يتوقعها من إنسان تربع على عرش قلبه، وهناك من يبتسم حين تنكّر للجميل لمنْ وضعه على سلم النجاح، وثالث أمره ليس بيده فهو إمعة لا يحسن التصرف ولا يعرف كيف يتصرف أليس هذا واقعاً في عالم الناس. هناك من يتخلى عن الآخر الذي تربطه به كل الروابط الإنسانية وينسي ما بينهم ويدير ظهره وكأن شيئاً لم يكن، أهذا تصرف إنسان يعي ماذا فعل؟ تلفتوا من حولكم سوف تجدون أمثلة كثيرة، فهناك قلوب مجروحة، ونفوس ضيقة، ومستقبل ضبابي، وصراع نفسي. الفراق صعب جداً وذلك لأنه من الصعب أن تفارق روحاً كانت جزءاً منك لكنّ هذه قمة المرارة والأنا. مؤلم أن تخسر أشياء.. لم يكن في حسبانك خسرانها، مؤلمْ أنك لمْ تعد تجالس وتخاطب وتحاور منْ لا يؤمن بالقلوب المكسورة، إنها فوضى الأحاسيس وفوضى القيم الإنسانية التي انتزعت، إنها فوضى كل شيء جميل.

هناك من يدير ظهره ويظهر على حقيقته التي أخفاها وراء ابتسامات صفراء وعبارات لا يعي معناها، ومواقف مزينة بالنفاق والهروب من مواجهة حقيقة تصرفاته المنسجمة مع ما يخفيه في داخله. وكأنَّ شيئاً لم يكن. التغاضي عن الأخطاء في بعض الأحيان أمر مهم في الحياة الزوجية، والتي تظهر بأنها غير مقصودة لكنها تبني داخل أحدهما أو كلاهما بيوتاً من اللامسوؤلية واقتناص الفرص والتصرف بعنجهية والهروب إلى عالم مجهول.

للأسف هناك أزواج... أشخاص... أناس كثر لا يدركون معني الحب والاحترام، فإذا ضاع الحب والاحترام تبعثر كل شيء جميل في حياة الإنسان. بدون الحب الحياة لا رائحة لهان فالحب الحقيقي يصيب قلب الإنسان مرة واحدة وبعدها يتحول الحب إلى إعجاب وما أكثر المعجبين. (إذا قررت أن تترك حبيباً أو صديقاً فلا تترك له جرحًا.. فمن أعطانا قلباً لا يستحق منا أن نغرس فيه سهمًا أو نترك له لحظة تشقيه) وليام شكسبير. كم هو قاسٍ ذلك الزوج الذي يبخل على زوجته، وتلك الزوجة التي تبخل على زوجها بإسماعه كلمات الثناء والشكر والعواطف، هل نضب نهر الحب أم أن قلوبنا تجمدت وتصحّرتْ؟ على ظاهر الحديث: «خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي». أهله: زوجته، وأمه، وأبوه، وأولاده، كلهم أهله، يعني: يحسن إليهم، وينفق عليهم، أفضل من الأجانب، والبعيدين.

همسة:

إلى متى نخفي مشاعرنا، إلى متى لا نبوح بما في داخلنا، إلى متى نغيّب الشمس عن حياتنا؟ إنها دعوة للجميع أن يذوبوا الثلج الذي في داخلهم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد