: آخر تحديث

شخبار جزيرتي فيلكا وبوبيان؟

3
3
3

«‏بعد الكويت.. توجّه وفد أمريكي إلى بغداد، ودار حديث غير رسمي على العشاء، أعدته وزارة الخارجية العراقية للضيوف، في النادي الدبلوماسي، امتد إلى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل.. ووفق ما أفادت به السفيرة الأمريكية لدى العراق في فترة الغزو والاحتلال العراقي للكويت، كاترين غلاسبي، أن العراقيين كانوا يطرحون إشارات عن احتياجاتهم البحرية، مشيرين إلى بوبيان ووربة، وكيف أن الكويت أهملت الجزر ولم تستفد منها، والعراق يود تطويرها وأن المنطق القومي فرض على العربي أن يتخلّى عن فائض ما لديه لأشقائه».

فقرة اقتبستها من كتاب «الدبلوماسية الكويتية بين المحنة والمهنة»، لوكيل وزارة الخارجية الكويتية الاسبق السيد سليمان ماجد الشاهين، الذي أصدره عام 2001، لتوثيق كل الظروف والجوانب التي أحاطت بفترة قبل وبعد الغزو والاحتلال العراقي للكويت، وكل ملابسات الدبلوماسية التي تدور حول هذا الموضوع.

بوبيان كبرى الجزر الكويتية، تبلغ مساحتها ٨٦٣ كم مربعاً تقريباً، وفيلكا ٤٣ كم مربعاً تقريباً، ووربة ٣٧ كم مربعاً تقريباً، اضافة إلى جزر صغيرة أخرى.

أهمية هذه الجزر للكويت تنويع مصادر الدخل في الكويت بفتح ملف السياحة عربياً وعالمياً، وإيجاد مصدر دخل مساند للنفط، الا ان اهميتها بالدرجة الاولى أمنية واستراتيجية، لوقوع معظم الجزر، وأكبرها بوبيان ووربة، قرب حدود العراق وإيران، مما يجعلها تشكل خطاً دفاعياً أمامياً للكويت.

ويمثل استغلال هذه الجزر بمشاريع سياحية وبيئية والآثار، تحويلها إلى أراضٍ مأهولة ومراكز تنموية تدعم التنويع الاقتصادي، الى جانب النفط.

هذا الاستغلال للجزر الكويتية يجب أن يتم بشكل مستدام، لأن تحويل الجزر الكويتية إلى أراضٍ مأهولة بالسكان لا يعتبر مجرد مشروع عمراني، بل هو خيار استراتيجي شامل، ذو أبعاد أمنية، وهو الجانب الذي أركّز عليه في مقالي هذا، إضافة الى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.

تحويل الجزر الى مساحات مأهولة بالسكان، يجعلها مكان تمركز للسكان، مما يعزز من تواجد الدولة فيها عملياً.. كما يعني وجود بنية تحتية في كل المجالات، وهذا من شأنه ان يُصعّب أي نوايا تهديد لتلك المناطق، مقارنة ببقائها مساحات غير مأهولة.

لا يخفى علينا ان إسرائيل حريصة جداً على بناء مستوطنات حدودية، لأغراض دفاعية في مناطق نائية.

بالنهاية من الضروري جداً التعجيل في تحويل الجزر الكويتية إلى أراض مأهولة، ليس فقط بغرض الرفاهية، بل هو اليوم ضرورة وطنية واستثمار استراتيجي طويل المدى، يؤسس لمرحلة جديدة من التوسع في السيادة السياسية والاقتصادية.

الآن أتمنى منكم إعادة قراءة أول فقرة في المقال، لتعرفوا مقصدي من إثارة هذا الجانب.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد