سلطان ابراهيم الخلف
بلغ عدد الدول التي تعترف بفلسطين كدولة، 147، من أصل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة.
وحالياً تهدّد كل من فرنسا وكندا وبريطانيا، بالاعتراف بدولة فلسطين كورقة ضغط على الكيان الصهيوني من أجل وقف عدوانه على غزة، مع أن هذه الورقة لا تمثل ضغطاً حقيقياً على الكيان الصهيوني، الذي يتحدى 147 دولة، ويضرب بعرض الحائط اعترافها بالدولة الفلسطينية، بل يغني عن ذلك ردّ رئيس الكنيست الصهيوني أمير أوحانا، على فرنسا وبريطانيا بتهكم «إذا أردتم دولة فلسطينية فأقيموها في لندن أو باريس»!
مع أنه يدرك تماماً أن محاولات الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ستارمر، هي مجرد فقاعة إعلامية استعراضية أمام الضغوط الشعبية التي بدأت تتحرّك مطالبة بوقف حرب الإبادة التي يشنها الصهاينة على سكان غزة المحاصرين.
الزعيمان ماكرون وستارمر يعلمان تماماً أن التلويح بورقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير مجد، وأن ورقة الضغط الرابحة هي قطع المساعدات العسكرية والاقتصادية عن الكيان الصهيوني وعزله سياسياً، كما فُعل بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الأمر الذي دفعه إلى الانصياع والتخلي عن سياسته العنصرية...
وهي السياسة المتبعة حالياً مع روسيا، حيث يفرض الأميركيون والاتحاد الأوروبي عليها عقوبات اقتصادية، ويواصلان إضافة المزيد من العقوبات من أجل إجبارها على وقف عدوانها على أوكرانيا.
والمعروف أن فرنسا وبريطانيا وكندا التي هددت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مستمرة في تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة والذخائر والقنابل وقطع الغيار، لقتل الفلسطينيين، ولايزال الكيان الصهيوني يتمتّع بامتيازات الدعم الاقتصادي الأوروبي والكندي، ناهيك عن الدعم الأميركي اللامحدود للكيان الصهيوني، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ومجانية التعليم والخدمات الصحيّة، والرواتب الجزيلة، الأمر الذي يدفع بكثير من الأميركيين نحو الشعور بالخيبة من حكومتهم التي تقدّم مصلحة الصهاينة عليهم.
التلويح بورقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، دليل على أن فرنسا وبريطانيا غير جادتين بإنهاء حرب الإبادة على غزة، وتماطلان من أجل إضاعة الوقت.
فرئيس الوزراء البريطاني أجّل الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى دورة الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وهو ليس على عجلة من أمره، بينما يموت الفلسطينيون قصفاً وجوعاً بسبب المجاعة التي يفرضها الكيان الصهيوني عليهم منذ حرب الإبادة التي شنها عليهم في السابع من أكتوبر 2023.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعارض قيام الدولة الفلسطينية ومتورّط في تجويع سكان غزة، وقد صرّح بأن سكان غزة «يعانون من سوء التغذية وليس نقصاً في الغذاء»!
لا يخفى أن ترامب يستطيع الضغط على الإرهابي نتنياهو، وإجباره على وقف حرب الإبادة في غزة، حيث يطالب 62 في المئة من الأميركيين بوقف حرب الإبادة، وقطع المساعدات عن الكيان الصهيوني، لكنه يصرّ على التمسّك بدعمه المطلق للإرهابي نتنياهو، وقد تخلى عن وعوده بوقف الحرب في غزة.
وهو يملك حق الفيتو برفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، التي يهدد كل من ماكرون وستارمر بالاعتراف بها على الورق من دون أي إجراء تنفيذي على أرض الواقع.