يحتفى في أواخر شهر أكتوبر من كل عام بيوم الإعلام الإنمائي العالمي، وهو مناسبة دولية أطلقتها الأمم المتحدة عام 1972 بهدف تسليط الضوء على دور الإعلام في دعم جهود التنمية المستدامة، وبناء الوعي بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجه المجتمعات وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وتشجيع التعاون الدولي في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤكد هذا اليوم أن الإعلام شريك مهم في دعم التنمية في المؤسسات والمجتمع، وبناء الوعي المجتمعي من أجل مستقبل أفضل.
وفي هذا السياق، أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بتطوير الإعلام الإنمائي، ضمن رؤيتها الطموحة "رؤية السعودية 2030" التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، ويبرز دور "الإعلام البلدي" كإحدى الأدوات الحيوية في تحقيق أهداف التنمية المحلية، من خلال تسليط الضوء على المشاريع والخدمات البلدية، وتعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية، وتمكين المواطن من أن يكون شريكًا في تحسين جودة الحياة في مدينته أو قريته.
لقد استطاعت وزارة البلديات والإسكان عبر قنواتها الإعلامية ومنصاتها الرقمية ومع سبع عشرة أمانة على مستوى المملكة أن تنشئ نموذجًا متطورًا للإعلام البلدي، قائمًا على التفاعل والمشاركة، وليس فقط على التلقين أو النشر، لقد شهد الإعلام البلدي السعودي تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة بفضل التحول الرقمي الذي قادته الوزارة، حيث أطلقت أكثر من 200 منصة رقمية وخدمة إلكترونية لتسهيل التواصل بين المواطن والجهات البلدية، مثل منصة بلدي التي تجاوز عدد مستخدميها 10 ملايين مستخدم حتى عام 2024، ومن خلال هذه المنصات، أصبح الإعلام البلدي أداة تفاعلية تنقل صوت المواطن وبناء الثقة مع الجهات الحكومية، وهو وسيلة لتثقيف المجتمع حول مفاهيم الاستدامة البيئية والنظافة العامة وتحسين المشهد الحضري وتعرض المشروعات التنموية النوعية بشفافية، وتشجع المشاركة المجتمعية وتسلط الضوء على المبادرات التنموية المتميزة في التخطيط الحضري والرقابة المجتمعية، ومن خلال هذا الدور، يسهم الإعلام البلدي في تعزيز مفهوم الإعلام الإنمائي عبر نقل التجارب الناجحة في التخطيط الحضري، وتشجيع روح المواطنة، وتحفيز العمل التطوعي لخدمة المجتمع. كما يعمل على بناء علاقة ثقة بين المواطن والجهات الحكومية من خلال التواصل الفعّال والشفافية في عرض المشاريع والخدمات.
إن الاحتفاء بيوم الإعلام الإنمائي العالمي ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو تأكيد على الالتزام باستخدام الإعلام كقوة دافعة نحو التنمية، وتحقيق أهداف الرؤية الوطنية في مختلف المجالات. وبذلك يشكل "الإعلام البلدي السعودي" نموذجًا رائدًا في توظيف الإعلام لخدمة التنمية المستدامة، وتعزيز الوعي المجتمعي، وتحقيق التكامل بين الإعلام والمجتمع في مسيرة البناء والتقدم.

