: آخر تحديث

الرياض.. حين تتحدث يصغي لها العالم

4
6
4

"الرياض اليوم ليست المدينة التي تستضيف العالم، بل المدينة التي يصغي لها العالم".

منذ ساعات الصباح الأولى، تفيض الطرق المؤدية إلى مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالحركة والحياة، أعلام الدول ترفرف، ووجوه القادة والمستثمرين من أكثر من تسعين دولة تتلاقى في مكان واحد لتصنع مشهدًا تاريخيًا يجمع الفكر والاقتصاد والإنسان.

في القاعة الكبرى، افتتح معالي ياسر الرميان، رئيس مجلس أمناء مبادرة مستقبل الاستثمار، النسخة التاسعة من المنتدى، مؤكدًا أن المبادرة نجحت خلال تسع سنوات في إبرام اتفاقيات تجاوزت 250 مليار دولار، مشيرًا إلى أن السعودية تمضي بثقة نحو اقتصادٍ أكثر إنصافًا واستدامة، يقوده الإنسان وتؤطره القيم.

تلك اللحظة لم تكن مجرد افتتاحٍ لمنتدى اقتصادي، بل شهادة حيّة على كيف تحوّل حلم 2017 إلى مؤسسةٍ عالميةٍ تمتدّ أنشطتها عبر القارات، تُنتج الأفكار وتُشكّل السياسات وتُعيد صياغة مفهوم الاقتصاد الإنساني.

في أروقة المنتدى، كان الحضور السعودي لافتًا؛ شبابٌ وشاباتٌ من مهندساتٍ وروّاد أعمال وخبراء يتحدثون بلغاتٍ عدّة ويقودون نقاشات حول التمويل الأخضر والتقنيات الناشئة. مشهدٌ يعكس ما أرادته رؤية 2030: جيلٌ لا ينتظر الفرصة، بل يصنعها.

كما شهد الحدث حضورًا دوليًا استثنائيًا، حيث وُقّعت اتفاقيات في مجالات الطاقة المتجددة والتقنية الحيوية والذكاء الاصطناعي. هذه المشاركة الواسعة لا تُترجم الأرقام فحسب، بل الثقة العالمية التي باتت المملكة عنوانها الأبرز. فالرياض اليوم ليست عاصمةً عربية فحسب، بل منصة العالم للحديث عن الغد.

وفي لحظة مؤثرة، أطلّ الرئيس السوري أحمد الشرع بكلماتٍ عكست تقديرًا كبيرًا للمملكة وقيادتها، قائلًا:

"السعودية برؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصبحت قبلة الاقتصاديين، ورؤية 2030 ليست للمملكة فقط بل للمنطقة بأكملها".

وأضاف: "الأمير محمد بن سلمان هو من أعاد سوريا إلى موقعها الدولي، والسعودية مفتاحنا للعالم".

تصريحاتٌ أكدت كيف أصبحت الرياض اليوم منصةً للتقارب الإقليمي ومركزًا للتفاهم الاقتصادي الذي يصنع السلام والتنمية معًا.

ولأن كل إنجازٍ يبدأ بقائدٍ وفكرة، فإن هذا الحضور الدولي الهائل ما كان ليتحقق لولا رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي جعل من الاستثمار لغةً للإنسان، ومن الحلم واقعًا عالميًا يُحتذى به.

وفي ختام زيارتي، وبين أضواء الأبراج الزجاجية في ليل الرياض، تدرك أن ما يحدث هنا ليس مؤتمرًا يُختتم، بل فصلًا جديدًا في قصة وطنٍ يكتب المستقبل بيديه.

من FII 2017 التي أطلقت الحلم، إلى FII 2025 التي جسّدته واقعًا، تظلّ الرياض المنارة التي تهدي العالم نحو الغد، وتبقى السعودية القلب الذي لا يتوقف عن الإلهام.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد