لا شك أن ما حدث في مدينة الفاشر من فظائع إنسانية أمر لا يتصوره عقل، ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، وهو يقود السودان إلى منزلق خطير في مجتمع يعاني أصلًا من نقصٍ حاد في الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.
يحدث هذا في بلدٍ طالما قالوا عنه: إنه “سلة الغذاء العربي” متى ما نهض وتوحدت كلمته.
السودان المكبل بالخلافات ليس بحاجة اليوم إلى تفاهمات سياسية شكلية، بقدر حاجته إلى وقفٍ فوريٍ للحرب، ومعالجةٍ حقيقيةٍ لجذور الخلاف حتى لا يعود الاحتراب بين رفقاء الأمس فرقاء اليوم.
أما موقف المملكة مما جرى في الفاشر، فكان واضحًا وجليًا من خلال التأكيد على رفضها التام لما يتعرض له المدنيون من انتهاكات، ودعوتها إلى تغليب صوت الحكمة والعقل، ورفضها القاطع لأي تدخلات خارجية في الشأن السوداني، لما لذلك من أثرٍ في إطالة أمد الصراع وزيادة معاناة الشعب السوداني الشقيق، كما دعت المملكة إلى العودة إلى طاولة الحوار، وتوحيد الجهود الوطنية تحت مظلة واحدة تُنهي الحرب وتعيد للسودان أمنه واستقراره.
إن الموقف السعودي تجاه السودان موقفٌ تاريخيٌ ثابت، يرتكز على العلاقات الأخوية العميقة، والدعم المتواصل في كل المراحل، إيمانًا بدور السودان ومكانته في محيطه العربي والإفريقي.
السودان بعقوله النيرة، وحكمة رجالاته، وثراء موارده، قادر على النهوض مجددًا وتجاوز محنته، ليعود بلدًا معطاءً وملهِمًا كما كان.

