سهوب بغدادي
يطمح متسلق الجبال إلى التمكن من الوصول إلى أعلى القمة، وخلال تلك الرحلة الشاقة يصارع البرد القارص والطرقات الوعرة، بل ربما يفقد حياته في تلك الرحلة!
إذ تكمن المفارقة في كون لحظات البقاء على القمة أقصر بكثير من مجمل الرحلة، بالتأكيد، ستكون لحظة الوصول جميلة و تاريخية واستثنائية بالنسبة للشخص والغير، لذا يحرص الواصلون على ترك أثر أو علامة تدل على نجاحهم وقهرهم للعقبات، ولكن ماذا بعد الوصول؟ إنها معضلة لدى بعض الأشخاص الذين يصارعون لأجل البقاء على القمة أو التسلق من أي جنب للصعود إلى أعلى نقطة ممكنة، في خضم الفورة الرقمية وبزوغ مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت مفاهيم مغلوطة عن ماهية النجاح الجوهرية، فالشهرة تعتبر نجاحًا، لا العكس!
بمعنى أن النجاح قد يؤدي إلى الشهرة تباعًا، في حال لم يلقَ الناجح الصيت المأمول، لن يؤثر هذا الأمر على أساس إنجازه وسعادته، كلنا نعمل لأجل هدف ما ونحلم بالنجاح إلا أن الدوافع تختلف من شخص لآخر، فبعض النجاحات شخصية والبعض الآخر لأجل الآخرين، إما لإثبات ما لم يتمكن من إثباته، أو تقديرًا لحلم أحدهم، وما إلى ذلك، في هذا السياق، قد يصاب الناجح بخيبة الأمل لحظة الوصول، ليكتشف أن المنظر من أعلى القمة غير واضح أو ليس كما كان في خياله.
«ارتفع لتَرى لا لتُرى»