: آخر تحديث

أصوات من السماء

11
12
16
مواضيع ذات صلة

ليلة لا تُنسى تلك التي قضيناها في حضرة آيات من الذكر الحكيم بخيمة الحواج الرمضانية، أما المقرئ الشيخ فكان الدكتور محمود الشحات الذي أسلم على يديه عشرات الأوروبيين بعد أن استمعوا إليه وأنصتوا، وبعد أن هداهم الله عز وجل إلى دينه الإسلامي الحنيف.

جمع غفير من النخب والوجهاء والوزراء السابقين ورجال المال والأعمال وأساتذة الجامعات كانوا يستمعوا إلى القارئ الشيخ الشحات الذي ملأ صوته المعمورة منذ ولادته في بلدة كفر الوزير بمحافظة الدقهلية المصرية حتى أنهى دراسته الجامعية مرورًا بالمحطات العديدة التي مر بها في حياته والجولات العالمية التي قام بها من أندونيسيا شرقًا حتى عاصمة الضباب البريطانية غربًا.

لقد تجمع حول قناته على «اليوتيوب» أكثر من 75 مليون متابع، مثلما تجمع حوله عشرات الملايين العرب الذين يتابعون ويستمعون له.

أصوات من السماء ليس عنواني، لكنه مقتبس من برنامج رمضاني كان يتحدث في حلقاته الثلاثين عن أشهر 30 قارئًا للقرآن في مصر، وعن تاريخ كل صوت، وعن طريقته في القراءة والتجويد والترتيل، صوت من أصوات السماء كانت لنا معه محاسن الصدف وهو يتجلى في سورة «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن» وهو يبدأ بـ«الضحى والليل إذا سجى» لم يكن في أفواه الحضور بخيمة الحواج الرمضانية سوى كلمة «الله.. الله».

أصوات من السماء جاءت من قلب الريف المصري، من نجوع صعيده العريق، ومن أطراف سواحله المترامية، ومن كهوف صحاريه الشاسعة، أصوات جاءت لتقول للناس نحن من الله ومع الله، لتربي في وجدانهم كل خصال حميدة وكل إيمان بالله عز وجل، وكل إسلام حقيقي يقوم على التراحم والتعايش والمحبة مع كل الأطياف، وكل الأديان وجميع الناس.

القبول بالآخر هو ديدن عقيدتنا، واحترام مناسكه هو من خلق الإسلام، بل والتواصل معه هو من كرم الوفادة والخصال العربية والإسلامية الأصيلة.

أصوات من السماء اعتادت مملكة البحرين على دعوتهم لتقرأ علينا آيات من القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل، حيث جاء من قبل الشيخ الشحات إلى أرض الخلود العديد من نجوم القراءة والتجويد والترتيل، وجاء من قبله كل سلاطين التواشيح على امتداد عصورهم وتناغم أصواتهم، وتلاقي أرواحهم.

أصوات من السماء تحدث عنها الدكتور الشحات في غبقة رمضانية «حواجية» عن الشيخ محمد رفعت، وعن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وعن محمد صديق المنشاوي، وعن محمود خليل المصري، والشيخ مصطفى إسماعيل، وغيرهم الكثيرين الكثيرين ممن ملأوا حياتنا وسماواتنا خشوعًا وإيمانًا وتجليًا مع الله ورسوله وآله وصحبه أجمعين.

أصوات من السماء عشنا مع أحدها حتى السحور، وتحدثنا في كل شيء، عن قراءة القرآن الكريم، وعن العلاقات بين أرض الكنانة وأرض الخلود، وعن التواصل التاريخي الحميم بين الشعبين الشقيقين، وعن ذلك الحبل السري الذي يربط أواصر وأرحام الأمة من خليجها العربي إلى محيطها الأطلسي، أصوات على أعلى درجة من التجلي في هذا الشهر الكريم، وفي تلك الأيام المباركة.

ليلة لا تُنسى لكنها لم تكن أول الليالي ولا آخرها، فمجلس الحواج الرمضاني وغيره الكثير وفي مقدمتها مجالس قيادتنا الرشيدة وكبار أعيان المملكة واقطابها ورجالها الأشداء يتجمعون كل ليلة تحت هلال الشهر الكريم يتناقشون حول كل شيء تقريبًا، ويتحدثون في كل مفترق طرق، وفي كل ما يجمع أمتنا وشعبنا على الخير، وكل عام وبلادنا المؤمنة بألف خير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد